الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لبنان في ظل أزمة الكهرباء

المصدر: النهار - كريستينا بشارة
زادت أزمة الكهرباء أوجاع اللبنانيين
زادت أزمة الكهرباء أوجاع اللبنانيين
A+ A-
زادت أزمة الكهرباء أوجاع اللبنانيين، الذين يعانون معيشياً بسبب ارتفاع أسعار السلع الغذائية، وما يرافق ذلك من صعوبات يومية في الحصول على الوقود والأدوية..
فعلى مدار أكثر من 30 عاماً بعد انتهاء الحرب الأهلية وتوقيع اتفاق الطائف عام 1989، صار شبح العتمة رفيق درب اللبنانيين، فشهدت كافة مناطقه تقنيناً للتيار الكهربائي، إلا أن الأزمة القائمة منذ أواخر 2019 ضاعفت ساعات التقنين، حتى وصلت إلى 20 ساعة في بعض المناطق، فأهمية الكهرباء في الحياة عظيمة، ولا تقتصر على قطاع واحد من القطاعات، فهي مهمة جدًا في قطاع الصناعة وفي الزراعة وفي قطاع الإنشاءات وفي التدريب والتطوير، وفي جميع القطاعات دون استثناء، فالكهرباء هي الشريان الرئيسي بالنسبة لتطوير القطاعات. إلا أن القليل منا يدرك أهميتها في حياته. فغالباً نحن لا نلقي بالاً إلى الكهرباء، مثلها مثل العديد من الأشياء المهمة في حياتنا، إلا عندما "نفقدها". فحين يحدث عطل في خدمات وأنظمة الكهرباء سينتقل التعطل أيضاً إلى أنظمة وشبكات الاتصالات، الماء، المواصلات، والبنوك، وكذلك ستتوقف البيوت والشركات ومناحي الحياة اليومية كافة.
انقطاع التيار الكهربائي ليس بالأمر غير المعتاد في لبنان، إذ أنه لم يكن في لبنان كهرباء على مدار الساعة طوال عقود..
لقد أدى الفشل السياسي إلى غوص لبنان في الظلام، أسابيع مضت ولا يزال الظلام الدامس يخيم على غالبية شوارع ومنازل المناطق اللبنانية، ظلام ناتج عن انقطاع واسع في التيار الكهربائي، تقنين قاسٍ تشتد حدته مع تدهور عجلة الاقتصاد، وإغلاق المولدات الخاصة لفترات طويلة كل يوم للحفاظ على الوقود الشحيح ومحركات الراحة غير المصممة لتكون المصدر الرئيسي للطاقة، علاوة على ذلك، فقد أصبحت المولدات باهظة الثمن، وبالتالي لا يمكن لكثير من الناس تحمل كلفتها. فساعات التقنين الطويلة أعادت اللبنانيين إلى عهد الشموع لإنارة المنازل، التي كانت تستخدم إبان الحرب الأهلية. فقطاع الكهرباء في لبنان، مثل بقية القطاعات التي تديرها الدولة اللبنانية، والتي أصابها الترهل ونخرها الفساد، فتعتبر أزمة الكهرباء مزيجاً من الفساد وهدر ومنافسة سياسية.
مشاكل هذه الأزمة:
على الصعيد الصحي: صحة المواطن أولوية في مختلف دول العالم لكن يبدو أن هذه القاعدة غير متوفرة في بلدنا...
فجراء انقطاع التيار الكهربائي ووقود المولدات، كارثة صحية في مستشفيات لبنان... وقد حذّرت النقابة من أن عدداً من المستشفيات مهدد بنفاد مادة المازوت خلال ساعات، ما سوف يعرض حياة العديد من المرضى للخطر، مطالبة المسؤولين بـالعمل فوراً على حل هذه المشكلة تجنباً لكارثة صحية محتمة.
على الصعيد السياحي:
انقطاع كهرباء المولدات بعد اختفاء كهرباء الدولة بات يهدد الموسم السياحي...
إن التعويل كبير هذا العام على الدور الذي يمكن ان تؤديه السياحة في إدخال العملات الصعبة وسط كل التحديات والأزمات التي يمر بها لبنان. لكن هل يكفي القول انّ البلد رخيص على من يملك دولاراً لجذب السائح؟ ماذا عن الخدمات الأخرى؟ كيف يمكن للسائح أن يتحمّل أزمة التقنين إلى طوابير محطات البنزين إلى تردّي خدمة الاستشفاء إلى أزمة نفايات؟...
على الصعيد الغذائي:
بما أن هناك الكثير من المواد الغذائية الموجودة في السوبرماركت بحاجة الى برادات وأخرى الى درجات حرارة منخفضة نسبياً، لذلك فإن إنقطاع كهرباء الدولة وكذلك توقف مولدات السوبرماركت عن العمل بسبب عدم وجود مادة المازوت سيؤدي حتماً الى الإضرار بسلامة المواد الغذائية، وطالبت النقابة وبإلحاح تخصيص كميات كافية من مادة المازوت لهذا القطاع أسوة بالقطاعات الحيوية الأخرى مثل المستشفيات والأفران"، محذرة من ان الوقت ينفد وإن أي تأخر سيؤدي إلى إلحاق ضررٍ شديد بهذا القطاع الحيوي وبالأمن الغذائي للبنانيين. بالإضافة الى التحذير الذي قام به اتحاد المخابز والأفران، من أزمة رغيف على الأبواب بسبب فقدان مادة المازوت.
فاللبناني يضرب موعداً يومياً مع المعاناة، ويلاحقه في يومياته وفي مختلف تفاصيل حياته، من طوابير الانتظار الطويلة للحصول على المحروقات، السلع الغذائية والخبز اليومي، وصولاً الى رحلات البحث عن الأدوية المنقطعة وغيرها..
يبقى السؤال الى متى سوف يبقى المواطن يتحمل كل هذه الأوجاع؟

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم