الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الفتاة الصغيرة والسمكة لونا والصياد

المصدر: النهار - علي بدر سليمان - سوريا
في أدب الأطفال قصة قصيرة
في أدب الأطفال قصة قصيرة
A+ A-
في قرية وادعة تقع على شاطئ البحر وتدعى قرية الصيادين لأن أغلب من يعيش عليها يمتهن الصيد كوسيلة لكسب الرزق والعيش اليومي.
العم هاني رجل كبير ومسن وصياد أسماك قديم ولديه خبرة كبيرة في صيد الأسماك في أنواعها المختلفة.
العم هاني يعشق البحر كثيراً فهو يستيقظ منذ الصباح الباكر ويستعد للبدء برحلة الصيد حيث يكون البحر هادئاً غير مضطرب، وذات مرة وبينما كان يستعد للخروج إلى الصيد وبينما كان يتفقد المركب سمع صوت فتاة صغيرة تناديه من جهة القرية:
عم هاني.......عم هاني....أرجوك أن ترد علي
التفت العم هاني خلفه مستغرباً!
وسأل نفسه: من يناديني في مثل هذه الساعة من الصباح الباكر وأخذ يجري باتجاه الصوت، فوجد الفتاة الصغيرة "ميسم" ابنة جاره السيد "خالد" تناديه، فاقترب منها وحملها بين أحضانه وقد كان يحبها كثيراً، فهو لم يتزوج ولم ينجب الأطفال لكنه كان يسعد كثيرا لرؤية طفل صغير.
وسألها: ماذا تريدين مني يا عزيزتي الصغيرة.
فأجابته: أريد أن أذهب معك في رحلة الصيد.
فسألها: لماذا ياعزيزتي، فرحلة الصيد صعبة عليك وفيها مشقة وعناء وقد تكون خطرة عليك وأنت مازلت صغيرة.
قالت له "ميسم": أرجوك يا عم، خذني معك أريد أن أرى
الأسماك وأستمتع بمشاهدتها.
لقد أثرت كلمات الفتاة الصغيرة والتي كلها أحاسيس ومشاعر دافئة في العم هاني وقرر أن يأخذها معه في رحلة الصيد ولكن بعد موافقة والديها.
وافق الوالدان على أن يصطحب العم هاني الصغيرة "ميسم"
معه في رحلة الصيد شريطة أن ينتبه لها جيداً ويحميها من المخاطر.
وفي صباح اليوم التالي استيقظ العم هاني باكراً وجهز المركب وأخذ معه الفتاة الصغيرة واتجها سوياً إلى عرض البحر.
توقف العم هاني عن التجديف ليتوقف المركب.
ثم قام برمي سنارة الصيد بقوة في عرض البحر، وأخذ يصطاد السمك، وأخذت "ميسم" تضحك فرحة ومبتهجة بما تشاهده من أسماك متعددة مختلفة الأشكال والألوان.
وكانت قد علقت سمكة بصنارة الصيد وأخذ العم هاني يسحبها رويداً رويداً وتبين له أنها سمكة جميلة جداً وذات ألوان مختلفة، وعندما رأتها "ميسم" أخذت تصرخ:
لونا....لونا....هذه هي لونا.
أخذها العم هاني ووضعها في سلة السمك وأخذت تتخبط بشدة.
وسأل العم هاني الفتاة الصغيرة ما هي قصتك ولماذا صرخت للسمكة الصغيرة باسم "لونا"!
فأخبرته أن صديقتها في المدرسة تحدثت لها عن السمكة لونا ومنظرها الجميل وألوانها الزاهية وأن أباها قد أفلتت منه تلك السمكة ولم يستطع اصطيادها.
بدأت السمكة لونا بالتخبط بشدة وكأنها تصارع الموت،
فقرر العم هاني أن يعيدها إلى البحر وأيدته "ميسم" بما أراد أن يفعل، وعندما أعادها إلى البحر فرحت الفتاة الصغيرة كثيراً، وذهبت لونا بعيداً لتعود ببقية أصدقائها وأخذوا يقفزون خارج الماء بحركات بهلوانية أمام المركب الصغير كتعبير عن شكرهم للصياد والفتاة الصغيرة على إعادة صديقتهم "لونا" إلى البحر.
وفجأة وعندما قفزت لونا في الهواء انقض طائر من السماء عليها بمخلبيه وحاول أن يأخذها بعيداً. وأخذت "ميسم" تصرخ بخوف وهلع:
عم هاني......عم هاني......أرجوك أنقذ لونا. فقام العم هاني بضرب الطائر بعصاة صغيرة كان يحتفظ بها على ظهر المركب، فأفلت الطائر "لونا" لتسقط في البحر من جديد.
عادت البسمة إلى وجه "ميسم" من جديد، وبعدها عاد العم هاني ومعه الفتاة الصغيرة إلى القرية وأعادها إلى أهلها.
وفي صباح اليوم التالي ذهبت الفتاة الصغيرة "ميسم" إلى المدرسة وتحدثت لصديقتها أنها شاهدت السمكة لونا ذات الألوان الزاهية وماذا حدث معها ومع العم هاني في البحر والسرور والبهجة يرتسمان على وجنتيها الجميلتين.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم