السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

فيروز "أهواكِ بلا أملِ"!

المصدر: النهار -
فيروز "أهواكِ بلا أملِ"!
فيروز "أهواكِ بلا أملِ"!
A+ A-
في أغلب بلدان العالم يصحو الناس على أصوات العصافير والمنبّهات المزاجية، للّحاق بالعمل أو الدوام المدرسيّ وغيرها من الالتزامات اليومية المعتادة. أما سوريا ولبنان، وتقريباً بلاد الشام كلها، فتصحو على أصوات صباحية تكاد تعطي لهذا المزاج السوري المتخبّط، دفعة من الأمل الموقّت، وجرعة تحفيز، للابتعاد عن الكوابيس والواقع التعيس، كتنهيدة بلبلٍ يُصبّح عليك بمقطوعة "يسعد صباحك يا حلو"، ثم يروي لك قصة عن "عيون عليا وسكان تنورين"، ويأخذك بعدها لتعديل مزاجك "في قهوة على المفرق"، ويقنعك وقتها بطربٍ سحري ويخبرك بـ "خليك بالبيت"، كما أنه عبارة عن منبّه موسميّ يُعلمك بقدوم كل فصل، فتارةً يحكي لك "عن آخر أيام الصيفية" وتارةً يستقبل معك فصلاً بأغنية "رجعت الشتوية".
هذا البلبل تحوّل إلى "مرسال المراسيل" لينقل لنا صورة
"ريما الحندقة"، برفقة "جارة القمر"، لتطلّ علينا "فيروز الشرق الأوسط" بصورة طفت على سطح مواقع السوشال ميديا، وكأنّ تجاعيد الوجه المثقلة بالحبّ، حملت معها أعواماً من الصباحات الجميلة وحفلات الغناء البهية. حتى من كان "يصطهج" على صوتها الفيروزي، يعي تماماً مَن هي "عصفورة الشرق" كما يلقّبها المعجبون.
ظهرت في الآونة الأخيرة بعض الشائعات الجميلة لعشّاقها، بأنها ستحيي الشام كلها، بحفلٍ يكاد يضاهي ناطحات السحاب في العالم كله، وينشر السلام أكثر من بعض المنظّمات الدولية. ولو تحققت لارتفع تقييم سوريا ثقافياً بعد ركودها الخامد ما يقارب تسع سنوات عجاف، فما كانت هذه الشائعة إلّا جرعة من الأمل لجمهور الشام الذي خُذل. وكأنهم في ساحة كبيرة أشبه بمسيرة انتخابية، وبصوتٍ واحد، يقولون "أنا عندي حنين"، منتظرين فيروز وهي تخبرهم "أمي نامت على بكير، وسكّر بيي البوابة، وأنا هربت من الشباك، وجيت لعند أحبابي"، لكن هذه الصورة كانت كفيلة بإخماد لوعة اللقاء.
ما زالت فيروز تسكن قلوب هذا الشعب الذي غنّت له ألبومات عديدة، منها "أحب دمشق، إلى دمشق، شآم أنتِ المجد، وغيرها"، حتى عند بعض الفنانين السوريين الذين لُقّبوا باسمها، كليندا بيطار "صاحبة الصوت الفيروزي". فمَن يتابع ليندا يعي تماماً مَن هي فيروز بالنسبة لها، فدائماً ما تذكرها في حفلاتها، التي تطرب ساحة الأمويين وجوارها من قلب دار الأوبرا.
نهاد حداد أيقونة لبنانية الجسد، سورية الروح كانت ولا تزال مرجعاً للأذن الراقية، والذائقة السمعية الفريدة لكل سوريّ، في كلّ مكان من هذا البلد الذي أدمن صوتها الملائكي. سيبقون بانتظارها ويرددون أغنيتها "تعال كفاك دلال"، كلمات شفيق جدايل، ألحان الأخوين رحباني.
على أمل ألّا تصبح كل هذه الكلمات على مبدأ مقطوعة "كتبنا وما كتبنا"
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم