الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

كأنّ شيئاً لم يكن!

المصدر: النهار - رولا خضر
هل من الطبيعي أن تذكّرني كلّ دندنات وأغاني الحب بك؟
هل من الطبيعي أن تذكّرني كلّ دندنات وأغاني الحب بك؟
A+ A-
هل من الطبيعي أن تذكّرني كلّ دندنات وأغاني الحب بك؟ هل من الطبيعي أن أسمع قصة من قصصنا في أغنية؟ هل من الطبيعي أن أشعر أن اللحن ما هو بنوتاته إلا تخطيط لدقات قلبينا؟ هل من الطبيعي أن أنظر إلى السماء وأتمناك بجانبي، وأن أنظر إلى البحر وأتمناك بقربي؟ وأن أغمض عيني وأراك بجانبي؟
لعلّها ضريبة الحب. أنا لا أحب أن أخرج عن القانون، فأنا مواطنة صالحة في دنيا هواك، جنديّة قوية مؤهلة للدفاع عن حبك، ورئيسة ناجحة في حفظ أمن سلامة علاقتنا.
لكنّي للأسف مرتشية فقد سلبت عقلي الكثير من حقوقه مقابل تسارع نبض القلب.
سيّدي القاضي، إن كانت جريمتي الشّروع في قتل عقلي فإن غايتي كانت الدّفاع عن وطني-وطن الهوى-له الإجلال .
سيّدي القاضي، إن كانت جريمتي سرقة قلبه فهو منحني إياه، طوّبه باسمي، بعدها بسنوات عاد مطالباً به. هل تتوقع منّي عدالتكم التنازل عنه؟
سيّدي القاضي، إن كانت جريمتي انتهاك حرمة حياته فهو من فتح لي بابها مرحّباً بي الدخول إليها، ثم اتهمني بالتعدي عليها.
سيّدي القاضي، أنا بريئة من كلّ التهم المنسوبة إليّ، فهو من كفلني في وطنكم، وعدني بالإقامة الدائمة، لكن ما إن انقضت المدة حتى اتهمني باللجوء غير الشرعي في وطنكم.
سيّدي القاضي، أنا لم أشرع في قتل عقلي، ولم أقم بسرقة قلبه، ولم أنتهك حرمة حياته.
سيّدي القاضي أنصفني فأنا ضحية عملية نصب، وإن أردت مني أن أشرح أكثر سأقول لك إنّي انتُهكت. نعم، لقد انتهك معالم طفولتي التي لطالما تباهيت بها، لقد تعدّى على شعوري بالراحة الاستقرار.
سيّدي القاضي، لقد أجبرني على التفكير به، أرغمني على مواجهة قضايا أمور أكبر مني، لقد سلبني عقلي من بعدها
من بعدها... لا شيء.
كأنّ شيئاً لم يكن...
أقف أمام عدالتكم لأطالب بالحق، لأطالب بحقّي في العودة إلى حياتي التي تخلو منه، لأطالب بحقي في ذهن صاف، لأطالب بالقصاص.
سيّدي القاضي أعلم أنّ اللّه قادر على أخذ حقّي مع مضي الزمن، لكني أريد قصاصاً سريعاً فوريّاً
أريد أن أشمت به
أريد لتلك الروح الشريرة التي سكنتني بسببه أن تكنّ
أريد أن أراه ذليلاً معذّباً
أريد لتلك الروح الشريرة التي سكنتني بسببه أن تكنّ
أريد قصاصاً يريني نظرة الشفقة في عيني والدته
أريد لتلك الروح الشريرة التي سكنتني بسببه أن تكنّ
أريد قصاصاً يريني والده عاجزاً عن مساعدته
أريد لتلك الروح الشريرة التي سكنتني بسببه أن تكنّ
ومن بعدها أستطيع أن أعيش...
وكأنّ شيئاً لم يكن!




حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم