السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

استدامة وتطوير البلديات

المصدر: النهار - قاسم السيد أحمد
تعد استدامة وتطوير البلديات أمرًا حاسمًا لتحقيق التنمية المستدامة في المجتمعات
تعد استدامة وتطوير البلديات أمرًا حاسمًا لتحقيق التنمية المستدامة في المجتمعات
A+ A-
تعد استدامة وتطوير البلديات أمرًا حاسمًا لتحقيق التنمية المستدامة في المجتمعات. يشير مصطلح "استدامة" إلى القدرة على تلبية احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال المستقبلية على تلبية احتياجاتها. وفي هذا السياق، تعتبر البلديات الوحدات الأساسية لتنفيذ السياسات المحلية وتوفير الخدمات الضرورية للمجتمعات.
يهدف تطوير البلديات إلى تحسين جودة الحياة للمواطنين وتوفير البيئة المناسبة للاستثمار والنمو الاقتصادي المستدام. وتعتبر البلديات العنصر الأساسي في تقديم الخدمات الأساسية مثل البنية التحتية، والتعليم، والصحة، والنقل، وإدارة النفايات. إلى جانب ذلك، تلعب البلديات دورًا هامًا في تعزيز المشاركة المجتمعية وتعزيز الديمقراطية المحلية.
استراتيجيات العمل البلدي وعمل لجان البلدية
تتطلب استدامة وتطوير البلديات وجود استراتيجيات فعالة للعمل البلدي وتنفيذ السياسات المحلية. وفي هذا الصدد، ينص قانون البلديات على ضرورة إنشاء وتفعيل لجان بلدية تعمل على تنفيذ المهام المحددة وفقًا للقانون واللوائح المعمول بها.
تعمل اللجان البلدية على تحقيق التوازن بين متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في البلدية. وتعزز اللجان البلدية الشفافية والمشاركة المجتمعية، حيث يشارك المواطنون في صنع القرارات وتنفيذ السياسات المحلية. كما تعمل اللجان البلدية على تنمية قدرات الموظفين وتحسين إدارة البلدية بشكل عام.
ضريبة وجباية البلديات
تعتبر ضريبة وجباية البلديات من المصادر الرئيسية لتمويل أنشطة البلدية وتنفيذ المشاريع العامة. تتم جباية الضريبة وفقًا للقوانين البلدية والتشريعات المالية ذات الصلة. وتختلف نسبة الضريبة وفقًا للممتلكات والأنشطة المختلفة. تعد جباية الضريبة واستخدامها بشكل فعال وشفاف أمرًا حاسمًا لتحقيق استدامة التمويل المحلي وتمكين البلديات من تنفيذ مهامها بشكل فعال. ومع ذلك، يجب أن نتناول أيضًا القضايا المتعلقة بالفساد الإداري والتنظيمي في البلديات وتداعياتها على الفوضى المجتمعية في حالة غياب بلدية فعالة.
عندما ينشأ الفساد الإداري والتنظيمي في البلديات، يتعرض النظام البلدي بشكل كبير للتأثر والتدهور. يحدث ذلك عندما يتم سوء استخدام السلطة والموارد والتلاعب بالإجراءات والعمليات البلدية للمصلحة الشخصية للفرد أو الجماعة المعنية. ينتج عن هذا الفساد تدهور الخدمات المقدمة للمواطنين، وارتفاع معدلات الفساد المالي والإداري، وانعدام الشفافية والمساءلة، وانخفاض جودة الحياة في البلدية.
وفي غياب بلدية فعالة وقوية، يمكن للفوضى المجتمعية أن تنشأ. فعندما لا تتوفر هيكلية مركزية لتنسيق الجهود وتنفيذ السياسات المحلية، ينشأ فراغ يمكن أن يؤدي إلى فوضى في المجتمع. قد تظهر انتهاكات القانون تعدياً على الأمن العام، وزيادة الصراعات الاجتماعية، وتدهور الخدمات العامة، وعدم تنظيم الأنشطة التجارية والبنية التحتية بشكل مناسب. يصبح المجتمع غير منظم ومتفشياً، وتتراكم المشكلات والتحديات الاجتماعية والاقتصادية.
ومن هنا تبرز أهمية إنشاء بلدية فعالة وعمل بلدي للحد من الفساد الإداري والتنظيمي وتنظيم الشؤون المحلية وبناء هيكلية مركزية تمكن البلدية من تنفيذ السياسات المحلية وتحقيق التنمية المستدامة، وتعمل اللجان البلدية كأداة فعالة لتنسيق وتنفيذ الأنشطة المحلية وتشجيع المشاركة المجتمعية.
وفي ضوء القوانين البلدية المعمول بها، يجب أن تتخذ البلديات إجراءات رادعة لمكافحة الفساد وضمان الشفافية والمساءلة. يتعين تفعيل آليات مراقبة وتدقيق داخلي، وتعزيز ثقافة النزاهة والتوجيه الأخلاقي، وتشجيع المشاركة المجتمعية في عملية صنع القرار.
وفي الختام، يجب أن ندرك أهمية استدامة وتنمية البلديات لتطور المجتمعات. من خلال تعزيز إدارة البلدية وتنفيذ السياسات المحلية بشكل فعال، وتفعيل اللجان البلدية واستخدام بنود قانون البلديات، وتطبيق ضريبة وجباية البلديات بطريقة عادلة وشفافة، يمكننا تعزيز استدامة وتنمية البلديات وبناء مجتمعات أكثر ترابطًا وازدهارًا. ومن خلال مكافحة الفساد وتنظيم الشؤون المحلية، يمكننا العمل معًا نحو مستقبل أفضل لمجتمعاتنا



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم