الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الليرة الموجوعة أساور في الأزمة... أحمد عيسى: "رح ترجع تحكي"

المصدر: النهار
أحمد عيسى.
أحمد عيسى.
A+ A-
كاتيا سعد
 
في حين أنّ الليرة اللبنانية تعيش مخاضها في لبنان مقابل الدولار، وتتخبّط صعوداً ونزولاً على يد الطبقة السياسية، إلاّ أنها تنبض بالحياة على يد أحمد عيسى، الذي أطلق خطّ مجوهرات تحت شعار "ليرتنا رجعت تحكي". المشروع هو Bracelets - أساور، تحمل في وسطها العملة النقدية الفضية من فئة الـ 50 ليرة. وسيعود ريع هذه الحملة، إلى العائلات اللبنانية المحتاجة.
 
وعلى عكس ما كان يتردّد على مسمعه من أهله، وهو صغير، بأنّ "الليرة بلبنان كانت تحكي"، وجد أحمد اليوم، وهو في عمر الـ 30 عاماً، بأنّ "الليرة.. لا، ما عم تحكي.."!
 
ماذا لو حكت الليرة؟ لربّما كانت صرخت التعب والوجع، وكسرت الصمت الذي تُجبر عليه. وهكذا ارتأى أحمد عيسى، الاختصاصي في إدارة الفنادق والإعلام، بأنّ دوره كشاب لبناني أن يعيد الصوت إلى الليرة. كيف؟ عن طريق الفن. وبارتداء الأكسسوار باليد، تكون الليرة قد عادت إلى الحياة. وليست المرة الأولى التي يشهد فيها لبنان على صمود أبنائه ودعمهم له، وبحسرة يقول أحمد": "لبنان ما رح يرجع بالسياسيين اللي حاكمينو، بل بشبابو".
 
إنطلق أحمد بمشروعه بعد انفجار بيروت، في 4 آب 2020، وعمل على التصميم من كندا، البلد الذي هاجر إليه عام 2015، "لأنّ البلد، مع الأسف، لم يقدّم لي فرصة العمل كما يجب".
 
وعلى الرغم من الفرح الذي شعر به لأجل الدعم الذي تلقّاه لبنان من عدة دول، إلاّ أنه حزن "إنو ولا مرة لبنان وصل إلى مرحلة، هلقد يحتاج فيها للدول الأخرى... وطول عمرو شعب لبنان بينشاف الحال في". وهنا قرّر أن تكون له مساهمة بالمساعدة، واختار أن يستثمر في الـ 100 دولار، ويعمل خطّ مجوهرات ويبيعه في العالم: حوّل المبلغ إلى الليرة اللبنانية، وكانت تساوي حينها 750 ألف ليرة، ومن ثمّ بحث عن العملة النقدية من فئة الـ 50 ليرة، التي لفتت نظره بحجمها ولونها ووجدها "catchy"، عدا عن أنها لم تعد صالحة للاستعمال. وسبق أن تدرّب أحمد على التصميم بعد أن عمل في أحد محال المجوهرات، لدى وصوله إلى كندا.
 
إلى جانب الأكسسوار الرئيسي Bracelet باللون الأسود، الأحمر، وألوان العلم اللبناني (أحمر وأبيض وأخضر)، هناك أزرار القميص والـ Pins - دبوس للقميص أو السترة، وسيتمّ التوسّع في خطوط جديدة. وقد مرّ التصميم بعدة مراحل، قبل أن يصل إلى صيغته النهائية، خاصة وأنه لم يُرد إضافة أيّ زوائد إلى العملة، كي لا يتمّ تشويه شكلها الأصلي ؛ أن يكون الخيط بقياسات متلائمة ومقاوماً للمياه. ومن الصعوبات التي واجهها: توفّر العملة ؛ فرق التوقيت بين لبنان وكندا، لأنّ التنفيذ كان يتمّ في لبنان. وهذا هو أحد أهداف هذا النشاط: أن تعمل عليه اليد العاملة اللبنانية لتحصل على مردود مادي، وهو ما اشترطه أحمد من صاحب المشغل الذي ينفّذ التصميم. هذا إلى جانب أهداف أخرى كإظهار مدى كفاءة الشعب اللبناني، وخبرته في كافة المجالات.
 
فماذا عن التسويق؟ البداية كانت بفيديو قام أحمد بتحميله على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به، وسرعان ما لاقى انتشاراً واسعاً. ويقول: "ربّنا سهّل الموضوع.. الأعمال في النوايا". كما وتمّ التواصل مع المكتب الإعلامي لعدد من المشاهير من أصول لبنانية مثل شاكيرا وسلمى حايك، وكان هناك ترحيب بالفكرة. بالإضافة إلى التواصل مع عدد من المشاهير في لبنان، من أجل مساندة المشروع، منهم: تقلا شمعون، هيفاء وهبي، ماغي بو غصن،...
 
أحمد عيسى اسم جديد يثبت أنّ الغربة، ليست مرادفاً لهَجر البلد الأم. لبنان كان وما يزال وسيبقى فخوراً بأبنائه، في الداخل والخارج. ومهما حاول الحكّام تشويه صورته وعُملته، سيجد اللبناني طريقة للنهوض به. وحملة أحمد اليوم تعيد، على طريقتها، القيمة لليرة اللبنانية "اللي مع الأسف سياسيينا دهوروها لأقصى الحدود"، على حدّ قوله. وفي الوقت نفسه، تُضاف إلى سابقاتها من النشاطات الفردية والجماعية في سبيل نجدة لبنان واللبنانيين، من مأزق أرادته السياسة أن يكون مظلماً، ولكنه لا ولن يكون كذلك. ثمة دائماً طاقة نور، تظهر وإن من بعيد.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم