السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

كيف نتعامل مع الهجرة؟

المصدر: النهار - نهلة الكدر– سوريا
يحزّ في نفسي أن أرى الطيور أفضل من البشر
يحزّ في نفسي أن أرى الطيور أفضل من البشر
A+ A-
يحزّ في نفسي أن أرى الطيور أفضل من البشر؛ لأنها تقوم بهجرة دوريّة إلى بقعة تعرفها جيّداً بحثاً عن الدفء، ثمّ تعود إلى المكان الذي هاجرت منه، وهي في المكانين تقوم بما يجب عليها القيام به؛ أمّا البشر فإنهم يندفعون إلى السّفر، ومعظمهم غير عارفين بأماكن هجرتهم أو الأخطار التي يمكن أن تعترضهم، وكلّ ما يُفكّرون فيه الهرب من ظروف أوطانهم التي فقدوا القدرات على مواجهتها. وبالرغم من بشاعة الصعوبات التي تواجههم، فإنّهم يحرصون على تجميل غربتهم بجمال الطبيعة التي يلتقطون فيها الصّور. لكن الغربة داخل الوطن أبشع، وقد أصبح من بقي فيه عاجزاً عن تأمين أبسط متطلّبات الحياة. إذن ما الحلّ؟ وقد بدأت العائلات المهجّرة تفقد تواصلها مع أبنائها، الذين تربّوا على قيم البلاد التي استقرّوا فيها، وباتوا يحرصون على تكريس طاقاتهم لها.
لذلك الحلّ: في حرص تلك العائلات على زيارة الوطن الأم ومن فيه إلكترونياً في البداية لتذكير الأبناء والأحفاد بما فيه، ومَن فيه من الأيّام الأولى لفراقه، ثمّ القيام بزيارات حقيقيّة بعد تحسّن أوضاعهم المادية إلى أروع أماكنه السياحيّة وأقرب الناس إليهم فيه؛ وبذلك يحافظون على العلاقات مع أوطانهم التي تترك عليهم بصماتها مهما حاولوا التنكّر لها.
فيا أيّها المهاجرون، مثلما تزداد السماء جمالاً بمنظر الطيور المهاجرة والعائدة، كذلك الأرض تزداد حياة ونماءً بسفركم، ثمّ بعودتكم إليها بشكل دوريّ ولقاء مَن فيها وما فيها، بما يجدّد الحياة، وينعش العقول بتبادل الخبرات، ويخفّف عن القلوب لوعة الشوق وحرقة الفراق.
دمتم ودامت زياراتكم للوطن بما يمنحه انطلاقاً جديداً إلى الحبّ والعمل والأمل....

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم