الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

بين ١٩٤٣ و٢٠٢١...تغيرت الأعوام وبقي لبنان الحزين!

المصدر: النهار - غفران عبد الكريم جنيد
لبنان الحالي له طابع ثقافيّ عربي مطعّم بتأثير غربيّ وفرنسيّ على الخصوص
لبنان الحالي له طابع ثقافيّ عربي مطعّم بتأثير غربيّ وفرنسيّ على الخصوص
A+ A-
لبنان الحالي له طابع ثقافيّ عربي مطعّم بتأثير غربيّ وفرنسيّ على الخصوص. ولفترة طويلة كان لبنان الدولة الوحيدة ذات الأكثرية المسيحية في الوطن العربي، إلا أن الأكثرية المسيحية أخذت بالانخفاض أمام المسلمين ممّا جعل لبنان يمرّ بالعديد من الخضّات السياسية من أجل السيطرة على مقاليد الحكم.
سنة ١٩٤٣، في هذا البلد بعد أن كان الانتداب الفرنسي مسيطراً على كل أنحاء البلاد، فاز بشارة الخوري في الانتخابات، وأصبح رئيساً للجمهورية، وألّف حكومته مع رياض الصلح، وأعلنوا الاستقلال التام. لكن هذا القرار اعتبر تحدّياً سافراً للمفوّض السامي بوقتها، فأمر بتعليق الدستور، وأرسل ضبّاطاً لاعتقالهم، وحجزوهم في قلعة راشيا. عندئذ، عقد وزير الدفاع والوزير حبيب أبو شهلا ورئيس مجلس النواب حكومة مؤقتة عرفت بحكومة بشامون، ورفعوا العلم اللبناني المكوّن من ثلاثة أقسام كما العلم الحالي الأحمر والأبيض والأخضر والأرزة. وقد أدّى هذا النضال في النهاية إلى استقلال لبنان.
لكن هذا البلد منذ استقلاله حتى اليوم يعاني من تداعيات وصراعات إقليمية دولية، انعكست سلباً على المواطنين منذ ٧٨ سنة، دعونا نذكر منها:
سنة ١٩٤٦ انسحب الجيش الفرنسي من لبنان.
سنة ١٩٤٩ وقّع لبنان معاهدة الهدنة مع إسرائيل.
سنة ١٩٧١ نشب توتر بين أطراف لبنانية بعد نزوح الفدائيين الفلسطينيين من الأردن إلى لبنان.
سنة ١٩٧٥ اندلعت حرب أهلية.
سنة ١٩٧٦ احتلت القوات السورية طرابلس وسهل البقاع.
سنة ١٩٧٨ غزت إسرائيل جنوب لبنان.
سنة ١٩٨٥ حرب المخيمات.
سنة ١٩٨٨ سنة الرئيسين والحكومتين.
سنة ١٩٨٩ الطائف.
سنة ١٩٩١ حلّ جميع الميليشيات ما عدا حزب الله.
سنة ٢٠٠٥ انسحاب القوات السورية.
سنة ٢٠٠٦ احتلال حزب الله بيروت.
كلّ هذه الأحداث الإيجابية والسلبية كان لها تأثيراتها الكبيرة جداً على الصعيدين الاقتصادي و السياسي.
لكنّه منذ ٢٠١٨ حتى اليوم جميع الأزمات تراكمت مع بعضها، فاختنق لبنان بأزماته السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والماليّة جميعها، لدرجة وصول الدولار الواحد إلى الـ٢٠ ألف ليرة لبنانية وما فوق؛ البرادات خلت من طعامها وشرابها؛ الشباب هاجروا بسبب أزمة البطالة العالية، وبالتالي ذهبوا فاقدين الأمل؛ المسنّون والمرضى يموتون على أبواب المستشفيات بسبب عدم استطاعتهم دفع فاتورة مستشفى تكلفتها. أصبح في هذه السنة الهمّ الوحيد هو البقاء على قيد الحياة في بلد لا يؤمن أدنى مستويات المعيشة له.
كل ذلك سببه سلطة وثقوا بها وسلّموها مقاليد السلطة، لكنها بالرغم من ذلك فضّلت مصلحتها الشخصيّة وتجميع المال كمّيات كمّيات بدل راحة المواطنين.
في ٢٠٢١، هذه السنة الـ٧٨ للاستقلال هي سنة ليست كباقي السنوات؛ هي سنة يتمنّون فيها لو أنهم لم يستقلّوا عن انتداب أدخل لهم العلم بدل من انتداب أشخاص هم اختاروهم ليجعلوهم يندمون على استقلالهم وتعبهم لنيلهم الاستقلال...
سنة ٢٠٢١، يقولون فيها حتى الأرزة التي كنّا ننعم بها، ونتغنى بها، سوف نحرقها من أجل التدفئة لأن أسعار المازوت أصبحت تفوق قدرتنا المادية.
سنة ٢٠٢١، يتمنون لو يعود الانتداب ويخلّصهم من سلطة هم أتوا بها، لكنها جعلتهم يندمون على كلّ مرّة دافعوا فيها عن استقلال عن الخارج.
سنة ٢٠٢١، يعتبرون الانتداب الداخلي بسبب هذه السلطة أصعب من انتداب منذ سنة ١٩٤٣.
بعد كلّ هذا يبقى السؤال: الاستقلال الحقيقي للبنان متى يكون؟
متى ينعم اللبنانيون بحياة مريحة؟
متى ستتاح لهم فرصة النجاح في وطنهم، فلا يضطرّون للسفر والهروب من أجل النجاح؟!


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم