الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الوقت كذبة الذات

المصدر: النهار - بتول دندشي
فلكيًّا، نحنُ في الخريف.  شمسيًّا، نحنُ في تشرين.  قمريًّا، نحنُ في صفَر.
فلكيًّا، نحنُ في الخريف. شمسيًّا، نحنُ في تشرين. قمريًّا، نحنُ في صفَر.
A+ A-
فلكيًّا، نحنُ في الخريف.
شمسيًّا، نحنُ في تشرين.
قمريًّا، نحنُ في صفَر.
شمسيًّا وقمريًّا، نحنّ في تِشرين
ميلاديًّا، نحنُ في الألفينِ والعشرين.
هجريًا، نحنُ في الألفِ والأربعمئةِ واثنينِ وأربعين.
عبريًا، نحنُ في الخمسة آلاف وسبعمئة وواحد وثمانين.
والروزنامة تطول.
اليوم، هو يوم الاثنين، حسب المربّع الرقميّ الذي تُظهره شاشةُ هاتفي.
أمّا كونيًّا، فمن يدري نحنُ في أيّ يومٍ وأيّ عام.
ربّما نحنُ في العامِ بليونٍ وسبعمئة وخمسين من عمر الأرض.
ربّما نحنُ خارج حدود التقويم.
اليوم، هو يوم الاثنين، حسب الجرائد. وموقع غوغل.
هو يوم الاثنين، حسب الكتابِ المدرسيّ، والمحطّات التلفزيونية، ورسالةِ تشريج خطّ الهاتف، وبالقياسِ مع موعدٍ حدّدناه.
ولكن، هل كلّنا اليوم، اليوم؟
هل كلّنا نعيش في تسلسل أيّامِ الأسبوع، والأشهر، والأعوام؟
أحدنا ما زالَ عالقًا في تقويمٍ ما، توقّفت عنده حركة كونه.
أحدنا، ما زالَ يكرّر ذات اليوم منذ أعوام، لأنّ جسده فشلَ في تخطّي حدثٍ ما، أو صدمةٍ شعوريّة.
أحدنا ما زالَ مستلقيًا على وجهِ الماء الصّيفيّة، لم يُصِبه وهنُ الخريف.
أحدنا ما زالَ لا يستطيع متابعة تقدّم عقربِ السّاعة ليرسمَ حدود أيّامه.
أحدنا فقدَ الإحساس بالزّمن، وانفصلَ عن حركة الكون.
أحدنا نسيَ نفسه في صفحةِ الروزنامة السّابقة.
أحدنا، أو أنا، أقول: الوقت كذبة الذات البشريّة الكبرى

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم