الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ترسيم الحدود البحرية و الحقيقة المخفيّة

المصدر: النهار - نادر حسان صفا
في ظلّ الظروف الصعبة الراهنة التي يعيشها لبنان، تسعى الولايات المتحدة الأميركية إلى إعادة تفعيل ملف التفاوض غير المباشر في ترسيم الحدود
في ظلّ الظروف الصعبة الراهنة التي يعيشها لبنان، تسعى الولايات المتحدة الأميركية إلى إعادة تفعيل ملف التفاوض غير المباشر في ترسيم الحدود
A+ A-
في ظلّ الظروف الصعبة الراهنة التي يعيشها لبنان، تسعى الولايات المتحدة الأميركية إلى إعادة تفعيل ملف التفاوض غير المباشر في ترسيم الحدود عبر إرسال مندوبها عاموس هوكشتاين المقرّب من الرئيس الأميركي جو بايدن إلى جانب عمله كمساعد له.
تسعى اليوم دول العالم إلى تغيير عاداتها عبر اعتماد خطط جديدة في السنوات المقبلة، تقوم على طاقة الغاز والموارد المتجدّدة؛ وذلك لأسباب بيئيّة من جهة، وبسبب قلّة مخزون النفط في العالم، من جهة أخرى.
في المقابل، تزخر منطقة شرق المتوسط بثروة من الغاز في حوضها، تُعطي أملاً لدول العالم باكتفاء لفترة طويلة الأمد.
الحقيقة اليوم ليست فقط في موضوع الـ٨٦٠ كلم٢ فقط كما يشاع، بل الحقيقة الفعليّة تتجلّى في بناء خط أنابيب ينطلق من منطقة النزاع بين لبنان وإسرائيل، وصولاً إلى قبرص واليونان و بعدها إيطاليا، وانتهاءً إلى الدول الأوروبيّة. ويصل طول هذا الخط إلى ٢٠٠٠ كم بتكلفة تبلغ ما بين ٦ مليارات و٧ مليارات دولار.
ما تسعى إليه اليوم الولايات المتحدة الأميركية هو تسهيل عملية بناء هذا الخط، بالنظر إلى مدى أهمّيته في المستقبل على الصعيد السياسي. فالدول الأوروبية قد تتخلّى عن حاجتها من الغاز الروسيّ إلى جانب حصول الولايات المتحدة الأميركية على حصة الأسد في منطقة شرق المتوسط من الغاز بسبب الدور الذي تؤدّيه.
إن ثروة لبنان الضخمة من الغاز قد تجعله من أغنى الدول في الشرق الأوسط. و لكن لا يُمكن للبنان أن يحصد ثمار هذه الثروة إلّا بعد إنهاء ملف التفاوض على ترسيم حدوده، وإنهاء النزاع الحاصل في القسم الجنوبي، أي في بلوكات ٨ ٩ ١٠ .
وافقت بلدان شرق المتوسط على إنشاء "منتدى غاز شرق المتوسّط" الذي تقوم أهدافه على إنشاء أسوق إقليمية للغاز، وترشيد تكلفة البنية التحتية، وتقديم أسعار تنافسية، ويضمّ كلّاً من مصر، قبرص، الأردن، فلسطين المحتلّة، اليونان، إيطاليا، إسرائيل على أن تُترك أبواب العضوية مفتوحة لمن يرغب في الانضمام.
ومن المؤكّد غياب لبنان عن المشاركة في هذا المنتدى لأسباب عدّة:
1- مشاركة إسرائيل في هذا المنتدى، وبحكم العداوة الدائمة لا يمكن للبنان أن يشارك في أي اتفاق متعلّق بها.
2- تأخّر لبنان في عمليات استخراج ثروته من الغاز ممّا عرقل اتفاقه مع الدول المجاورة .
3- الكيديات السياسية التي مرّ بها لبنان وما يزال، والتي كان من شأنها عرقلة هذا الملف عبر تعطيل السلطة التنفيذية، التي هي لها الدور الأول في إتمام هذا الملف الوطنيّ.
4- تأخّر لبنان في مسار أنشطته البتروليّة لأكثر من ١٠ سنوات.
يجب على لبنان اليوم أن يعتمد استراتيجية تعاون بديلة مع الدول المجاورة، التي لن تدخل أيضاً في هذا المنتدى - على سبيل المثال – سوريا وتركيا والبدء بتفعيل هذه الاستراتيجية من أجل خلق سوق تنافسيّة مستقبليّة للغاز بوجه هذا المنتدى الذي يطمح إلى الهيمنة على كل خطوط التصدير إلى أوروبا .
وبعيداً من المواربة، أظهرت نتائج التحاليل، التي أجريت في المواقع المحتمل وجود الغاز الطبيعي فيها، أن كمّياته غير مقدّرة أو محدّدة، وإن كانت الخرائط الاستشعارية والكمّيات المكتشفة المثبتة على مستوى حقول الغاز المجاورة تُعطي مساحة من الأمل، إذ إن في حقل كاريش المجاور للبلوكين ٨ و٩ المتنازع عليهما في الجنوب اللبناني كمّيات غير واضحة بالنسبة إلينا، ولكنّها مؤشّر وجوديّ على الأقلّ. ومثلما قامت قبرص في العام ٢٠١٢ بعمليات الاستكشاف في حقل أفروديت، الذي يبعد ٤٥ كم من حدود لبنان البحرية، يبرز وجود تصوّرات استشرافية لوجود الغاز.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم