نور قلبي

نطوي أياماً من صفحات عمرنا، وأنت تلك الزهرة البريّة الحرّة في طبيعة عمري، تعطّر أنفاسي بقوّة الأمل والبقاء، فتنثر على روحي رحيق الطهارة والإيمان بالخالق وبوجودي.
نحيا بين أناس موجودين في المجتمع فنرى معظمهم يعيشون فقط لأجسادهم، ولأهداف رخيصة ألا وهي المال، الشهوة والنفوذ، ونرى منهم من هو يائس ومكسور النفس، ومنهم من هو وحش متكبّر أنانيّ متسلّط، لا يرى إلا بأعين الجشع والتملك والملذات الجنسية.
للأسف، ندرك أن نار الرّب خامدة في أعماقهم وملامح القيم، والأخلاق والإنسانية قد انقرضت من نفوسهم حتى أصبحوا أحياناً يمثلون دور الخلّاق، النبيل، المؤمن والمثقف، فيجيدون الدور أمام الكثيرين لكن ليس أمام الله والقلوب النيرة!
نتنفّس الصعداء حينما نرى أن البعض ما يزال في أرواحهم بصيص نور محبّة الخالق، وشعلة رحمته، ولو كانوا خجولين بها أمام مجتمع يستهزئ بصفاتهم... هنا، علينا - أنا وأنت - برابط روحنا الواحد، وبإيماننا الراسخ وحبّنا الوجداني الطاهر، أن نكون أقوياء متأصّلين في مبادئنا، وأن نكون مثالاً طيّباً لهم، فنحتضن ذاك النور فيهم، باتّحادنا الجبّار بالعيش على وصايا حبّنا ووعدنا للسماء، فنساهم بمحو غيهب الظلمة عن عيونهم، وبمسح رذاذ الخوف واليأس من أفئدتهم، فنكون مثالاً أمام الرّب، ونغدو دروساً حيّة تدوّنها الكتب والتواريخ للأجيال المقبلة، لتحكي عن رسل عاشوا حقيقة حبّ عظيم.
حبيبة عمري، ملاك الروح!
نحن الحقيقة والواقع الصحيح وكلّ تفصيل صغير نحياه معاً هو حياة فينا برعاية أمّ ربنا الحبيبة.
احمِي روحي يا ملاكي، واروِي قلبي دوماّ من طهارة حبّك وحنانك وثباتك على وعدنا المقدّس؛ فأنا الحارس الأمين الأزليّ لمهجتك، وسأبقى على عهدنا ما دمت أتنفّس، وبصلابة لا تهزّها كلّ إغراءات العالم، ولا تغرقها كلّ مصاعب الدنيا، لأنّك روحي يوم وُلدت فيها، يوم غمرتني وأمسكت يديّ قائلة: "لننطلق سوياً في هذا الكون! أنا هو وهو أنا للأبد.
أحبك ؤأجثو ساجداً أمام مذبح طهارة حبنا، وفي كلّ يوم تتفتح وردة جديدة أزليّة في رابطنا، ولا تموت أبدأً بل تحيا في نفوسٍ على مرّ السنين.