هذه أنا؟ أم هذا ما أصبحت عليه بسببك؟

اليوم هو اليوم الحاسمُ لفهم نفسي؛ جلستي الثانية، تدور في عقلي أسئلة كثيرة وعلى لساني أجوبة ما طلب منّي معرفته معالجي النفسي أتدرّب عليه في طريقي إلى العيادةِ، اتذكّر ما قاله لي في الجلسةِ الأولى (جرّدي نفسكِ من التفكير ومن فعل أيّ مجهود فقط قولي ما تشعرين به ما الذي يؤلمك وما الذي يسعدك؟
بيني وبين نفسي كثيرًا ما حاولت الإجابة عن هذا السؤال بشكلٍ مفهومٍ لكن الإجابة كانت واحدة وواضحة في كل مرة، أن الذي يؤلمني هو عينه الذي يسعدني!!
الطبيب: كيف حالنا اليوم؟ هل انتِ جاهزة لنبدأ جلستنا؟
-إنّي أخافُ كثيرًا.
= ممن؟
• من أن أكون أنا المختلة عقليًا، أرجوك أخبرني ما بي؟ ما المرض الذي أعانيه؟ لم أعد أفهم نفسي أبدًا.
• = اهدئي؛ كما أخبرتك سابقًا، أنتِ بطل نفسك الوحيد يجب أن لا تنسِي هذا مطلقًا.
• ما ذنبي إن كان قلبي البوصلة التي تؤدي إليه؟
• = لكنك تعلمين انّه يتلاعب بكِ وبمشاعرك ليملأ فراغه ولدينا الكثير من الأدلة التي تحدثنا حولها في الجلسة الماضية هل تودّين أن أذكّرك؟
• أحيانًا كل ما نريده لنشعر أننا بخير هو قول كل ما نحسه بصدق، إنني بحاجة للشعور بالامان ليس أكثر.
• =حسنًا، أنا هنا لأساعدك.. أكملي..
• لم يكن بمقدوري أن أهديه شيئًا سوى قلبي.
• =علينا استرجاع قلبك يا نور فهو ملكك انتِ فقط، لا تسمحي لأحد بتحطيمه.
• كلما حاولت أن أنساه تذكرته اكثر، إنّي أراه من خلف كل الحواجز، أراه يمشي في كل الطرقات، وأسمع خطواته تقترب نحوي فكيف أنساه؟
• = لا يمكننا أن ننسى الألم الذي يسببه الىخرون لنا بلمحِ البصر، إنّما يمكننا أن نتخطاه لنستمر من حيث توقفنا.
• توقفت هناك لكنّه يواكبني في كل مكان أكون فيه، أشعر به بقلبي وبجانبي وكثيرًا ما ألمسه رغم المسافات الحقيقية الموجودة بيننا.
• = إنّه سبب الالم الذي تعيشينه الآن والمؤسف حقًا أنك تعلمين.
• إنّه أيضًا مصدر السعادة التي عشتها.
• = عشتها يا نور وانتهت.
• لم تنتهِ إنّه أول شعور من كل شيء، أوّل حبّ لي.
• =لا تؤذي نفسك أكثر، لا تجرحي كبريائك، اجمعي ما تبقى.
• أعلم انني لن أربحه ولكنني أخاف كثيراً من أن أفقد هذا الخوف الذي أحسه معه.