نزف البان

لا يوجِعُ البان أن قصوا ظفائرَه
يُدمي جدائلَه أن أوقِدَت حطبا
كم يرقص القصبُ الهاني على شفة
وسيَّلَ الدمعَ لما أغرزوا النِّيَبا
يُتمُ الأماسيِّ أن غارت مباهجُها
يا ثُكلَهُ النايُ مذ باعوك يا قصبا٠٠٠!
ضلُّوا وما ألِفَت أسماعُهُم نغَماً
وَقْرٌ به السمعُ لاتَ السمعَ وا عتبا
ألبومُ يشدو خراباً في خمائِلِنا
مذ راقصوا الدبَّ لا كرماً ولا عنبا
هاتِ اسقنيها منك لؤلؤاً طربا
قد روَّعوا الكرمَ هيا نستقي الرُّطَبا
فيها السموُّ وسحرُ الشمس جاذبها
تسقيكَ إن رُمْتَها من صفوها صببا
لا الذئبُ ساكَنَها لا الزيفُ خالطها
ولا الزُناةُ استباحوا جسمها الرَّطِبا
من أشعل النارَ في أيكٍ تلوذُ به
كل العصافير من للشَّدو يا طرَبا
قد جفَّفوا الملحَ في الأحداقِ أدمُعُها؟؟
يا للتكايا بها قد أُلبِسَت ذهبا
قد أحرقَ الماءَ والأشجارَ أغربةٌ
ماذا لأجفانِهم يا ليت يا لهبا
شُدِّي الجناحَ فلي فَوْقٌ يراوِدُني
من متنُهُ الريحُ لا يستنهضُ القَتَب!