روحك حرة

أنت طائر مهجتي المسجون في قفص مجتمع ضيّق، ولكن روحك حرة طليقة تشمخ معي في عالمنا، في فضاء حبنا وحريتنا يا أجمل النساء، يا أطهر روح، حلّقي عالياً فما بيننا ليس من البشر. نرتقي بأحاسيسنا معاً إلى مكان نقي ساحر تملؤه الأزهار والطيور ونور الشمس، هناك حيث السكون يعزف على أوتار اللقاء. هناك نعود بالأيام إلى حيث نريد، إلى الطفولة ونسير بعدها إلى عمر نحن نختاره. هناك تتكلم عيناك الفرح وقلبك ينبض بحرية لمن يعشق فيشعر أنك مسكن روحه.
حبيبتي، هناك لا شهوات غانية ولا قيود بالية تخنق روحنا، لا خطيئة ولا بشر. هناك روحنا الواحدة في الخلاء الصافي الساطع ونبع كياننا الذي حاولت مصاعب الحياة وتقاليد المجتمع أن تطمره فما استطاعت، لأن ما من أحد يستطيع أن يغتال روحنا وما وهبه الله في قلبينا. ارتفعي عالياً بروحك ولا تعيشي أبداً بين كهوف البشر البائسة التي غمرتها المادة والسهولة والملل، فأصبحت صحراء جافة من مشاعر الحب والقيم. حبيبتي أنت لست مثلهم فكما اختار الخالق الأنبياء والعباقرة والكتّاب والموسيقيين، كذلك اجتنى الأرواح الطاهرة المشبّعة بالإحساس المرهف نادرة الوجود. فهؤلاء هم عصب الحياة وأنت من تلك الأرواح الرائعة.
حبيبتي، ملاك روحي، أغمض عيني فأراك طفلة تركض نحوي في مروج من زهور فاتحة يديك ضاحكة فرحة للقياي وشعرك يتطاير في الهواء كأجنحة ملائكة. من وجهك ينبعث نور أبهى من لمعان شمس الصباح على الورود الباردة من صقيع الليل. أحرس روحك بالإيمان والكتابة والتأمل وأبتعد عن كل ما يسيء إليها، فأنت امرأة ذكية وتدرك كيف تكون مميزة وقوية ولو كانت في سجن مجتمع ضيق. فلا تدعي الخوف يجعلك تترددين في ثبات مبادئك واخلقي من العدم ما يزيّن روحك بالحب الطاهر والحرية والجمال. أنت ملاكي وسبب وجودي ومن أحييتِ فيّ إنساناً كان قد مات، فعاد إلى الحياة جبّاراً شامخاً لا ينكسر أبداً.