رصاصة واحدة تكفي

رصاصة واحدة كفيلة بإنهاء حياة إنسان وقتل وطن بكل بساطة.
رصاصة واحدة كفيلة بتسعير جهنم من جديد وبكل بساطة.
رصاصة واحدة كفيلة بنحر بلد يمارس العيش المشترك كلعبة (غميضة) على بعضه البعض.
رصاصة واحدة كفيلة بإيقاظ لعبتنا المفضّلة (الفتنة) بكلّ أشكالها القذرة وجنونها القاتل.
رصاصة واحدة كفيلة بإعادة المتاريس (الدُشم) من جديد، ولو كانت غير مرئية حتى الآن.
رصاصة واحدة كفيلة بنحر الإنسانية بأبشع صورها، وإن كانت مسالمة في مسكنها تنتظر عودة فلذات أكبادها بسلام.
رصاصة واحدة كفيلة بقتل أحلام كثيرة وطموحات مستحقّة لمستقبل شاب/ة في العيش الكريم في وطنها بعيداً من أتون الغربة الموحش.
رصاصة واحدة كفيلة بتحويل مسار الأمور لمشاهد وأفكار سوداوية تنذر بإعادة عقارب الزمن لمرحلةٍ عاشها اللبنانيون من قبل، ولا نزال نعيش أرذل سلبيّاتها حتى زماننا هذا.
رصاصة واحدة كفيلة بإرهاب أطفال وشيب وما بينهما على حدٍّ سواء، وتركهم لمصيرهم عراة أمانٍ، يرتجفون رعباً من أفكار سوريالية، منهم مَن عاشها زمن الحرب الأهلية، ومنهم مَن سمع بها ويخاف تكرارها.
رصاصة واحدة كفيلة بقتل روح واحدة وحرق أرواح كثيرة تتحسّر على الكمّ الهائل من البغضاء التي تمارس من دون استحياء لنحر هذا البلد أكثر فأكثر فأكثر.
رصاصة واحدة كفيلة بقلب حياتنا رأساً على عقب (إن بقي لدينا حياة).
رصاصة واحدة كفيلة بفتح باب جهنم على الجميع من دون استثناء، فالقاتل اليوم... لن يسلم من القتل غداً، وسيستمرّ ويزيد العدد في بازار التجاذبات الطائفيّة السياسيّة اللعينة لخدمة مصالح معيّنة تحت شعار قديم جديد (فرّق تسد).
رصاصة واحدة كفيلة بقتلنا من جهة، وبتوعيتنا من جهةٍ أخرى، لدرء مشروع تمزيق البلد أكثر فأكثر.
رصاصة واحدة كفيلة باستنهاض الوعي لدى جميع اللّبنانيين في محاولة قد تكون الآخيرة قبل الانزلاق نحو أتون الحرب بكلّ بساطة.
رصاصة واحدة كفيلة بجعلنا مشاركين عن سبق إصرار وتصميم بقتل الوطن والمواطن بسكوتنا المقيت الأرعن الذي لا ينمّ إلا عن شيطنة عقول وارتهان وخنوع لأجندات داخليّة وخارجيّة على حساب البلد وأبناء البلد على حدٍّ سواء.

رحم الله من تعمّدوا بالدم على مذبح وطن لا كرامة لأبنائه فيه،
ولنا من بعدهم .. طول الشقاء.