الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

اعتذار غير مقبول....

المصدر: النهار - راوية المصري
الأطباء هم ملائكة الرحمة، يؤدّون أعظم مهمّة بشريّة
الأطباء هم ملائكة الرحمة، يؤدّون أعظم مهمّة بشريّة
A+ A-
الأطباء هم ملائكة الرحمة، يؤدّون أعظم مهمّة بشريّة، ويقومون بممارسة مهنة أخلاقية، ومن دونهم تكون الحياة مليئة بالمعاناة والموت الجماعي. للأطباء فضل كبير على البشرية جمعاء لإعطائهم الأمل وهواء الحياة من جديد والطاقة الإيجابية...
مهنة الطب هي من أهمّ المهن التي تحتل مكانة عالية في المجتمع، ومعظم الناس يتمنون أن يصبح أولادهم أطباء، لأن هذه المهنة تجلب لحاملها احتراماً اجتماعيّاً نظراً إلى إنقاذها أرواحاً وتخفيفها آلاماً ...
يُعرف الطبيب بأنّه الفرد الذي يحمل شهادة مرخّصة لمزاولة المهنة الطبية في جميع المجالات. والمعروف أنه يجب على الطبيب أن يتحلّى بالصبر ويتمتع بجميع المواصفات الحميدة، وأن يتعامل مع مرضاه بالحكمة في استخدام التعابير المناسبة والحنكة في التعاطي معهم لاكتشاف مرضهم وشرح حالتهم بلطف دون أن يشعرهم بالخوف من حالتهم الصحية.
يجب أن يتحلّى الطبيب بالصبر من ردة فعلهم، والاستعداد لتلقّي غضبهم وانفعالاتهم وتوفير الأعذار لهم، وتوصيل رسالته برفق من دون جرح مشاعرهم، وإخبارهم بالتدرّج عن حالتهم الصحية... خاصّة إذا كانوا يعانون من أمراض خطيرة، والهدوء في تشخيص المرض، وإعطاء الأمل والرحمة...
كشفت منظمة الصحة العالمية عن وفاة خمسة أشخاص في العالم كلّ دقيقة بسبب أخطاء طبيّة في المعالجة، أي أكثر من ضحايا الحروب، وهذا يتجاوز قتلى الانتحار والحروب والأمراض الفتاكة مثل الملاريا، وأن معظم الأخطاء الطبية ترتبط بالتشخيص الخاطئ والوصفات غير المناسبة أو عمليات البتر وجراحات المخّ التي يتمّ إجراؤها بالشكل الخاطئ، ويتمّ إخفاء الأخطاء خوفاً من الانتقام في أغلب الأحيان.
مسيرة الطبّ مليئة بالزخم العلمي والعملي، ومن يعتنق هذا المجال يجب ألا يفوّت كلمة واحدة يمكن أن تكون مصدراً لإنقاذ روح.
يعاني الكثير من الصيادلة من مشاكل فك الشيفرة عند وصول الوصفة الى الصيدلية لكتابتها برموز غير مفهومة، فيرون أنفسهم في ورطة، ويستغرق فك الشيفرة الخطيرة التي يكتبها ملاك الرحمة وقتاً إضافيّاً، ويقومون باستخدام جميع الأساليب التي قد توصلهم لفكّ هذا اللغز الخطير...
أما عندما يطلب الطبيب إلى المريض القيام بفحوصات مخبريّة لكشف المرض فيأتي الجواب عبارة عن مصطلحات لا يفهمها إلا الطبيب لكونه تعلمها في اختصاصه...
الإنسان مهما كان قويّاً يصبح ضعيفاً عند معرفة النتائج، ولا يوجد لديه صبر لكي ينتظر موعد الطبيب ليقرأ له النتائج...
بالإضافة إلى الموت الخطأ الطبيّ يموت الآلاف سنوياً، وهم بانتظار نتائج الفحوص المخبرية...
في بعض الأحيان يمكن ألا يكون من مصلحة المريض أن يقرأ النتيجة بنفسه، عندما يشكّ الطبيب في أنّه يعاني من مرض خطير. ولكن ما المانع إذا كانت نتيجة الفحوص الطبيّة واضحة، وإذا كانت تتعلّق بنقص الفيتامين أو السكريّ والضغط وغيرها؟
وأن يكون بلغة البلد الذي يعيش فيه أجنبيّ أو عربيّ!
هكذا لا يضطرّ المريض إلى خسارة أعصابه لمراجعة الطبيب، ولا يتكلّف دفع فحص ثانٍ وثالث ورابع!
فهذا عمل إنسانيّ أيّها الملاك...!
أمّا عند الحديث عن الوصفة الطبيّة، ولكي لا تشغل الصيدلي نصف النهار بحثاً عن أوّل حرف، بإمكانك أن تكتب الوصفة عبر الكومبيوتر، وأن تطبعها، فهذا لا يحتاج إلى دولة ولا إلى تمويل صندوق النقد الدولي...لا يكلّفك ذلك شيئاً سوى بعض الحبر والورق وجرعة من الضمير!
يُذكر أن مريضاً ظهرت له دمّلة في مؤخّرته، فكان كلّ فترة يذهب إلى الطبيب حاملاً معه السمن والبيض البلدي، فيقوم الطبيب بتنظيف الدمّلة ووضع ضمّادات جروح نظيفة، وهكذا يضطر إلى أن يعود لأن الدمّلة ما زالت مكانها، والألم لم يفارقه، والطبيب لم يفعل شيأ لها للحفاظ على هدايا الفلاح!
في يومٍ، مرض الطبيب، وحلّ مكانه ولده المتدرّج، فجاء المريض وسأل عن طبيبه، فردّ ولده الطبيب: "أنا ولده. أبي مريض، وأنا هنا لأكون مكانه ما مشكلتك يا عم؟".
فقال المريض: "يا ولدي. أنا أعاني من دمّلة مزمنة، وكلّ فترة يجب أن أزور والدك لعلاجها". فكشف الطبيب عنه، وقال له: "يجب أن نقوم باستئصال الدمّلة، وهكذا لا تحتاج إلى أن تزورنا مرّة أخرى"، فأجرى العمليّة، وقال له لقد شفيت الدملة تماماً، ولا تحتاج إلى أن تأتي وتتحمّل معاناة السفر من القرية .
بعد فترة سأل الطبيب ابنه: "ألم يزرك فلان في غيابي؟".
قال الولد: "نعم، لقد جاء، وقمت بإخراج الدمّلة من مؤخرته. مسكين هذا الرجل كم تحمّل معاناة وآلاماً من دمّلة يستغرق استئصالها دقيقتين!".
فقال الأب لولده: "لا جزاك الله خيراً! قطعت نصيبنا من أكل السمن والبيض الذي كان يأتي بها الفلاح في كلّ زيارة".
تفانيك في مهنتك الأخلاقيّة تدلّ على أنّك شخصيّة استثنائيّة، ولولا وجودك ما كنّا لنشعر بالأمان في هذا العالم، وبالرّغم من وجود الأمراض والأوبئة فأنت الأروع والأنقى...
فالطب مهنة إنسانية، فكن مثل الابن، ولا تكن مثل الأب...
تحيّة لجميع أطباء الرحمة....
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم