من هذا القبيل

إسأل من هذا القبيل
اين يهجع الليل؟
كَم تعدادُ النجومِ الخافتة؟
كَم خَمدَت نارٌ وتأججت؟
كما كبا الحبّ وما وقع؟
كَم وكَم ألفُ سؤال للمحبين
وجوابٌ واحدٌ يُظلّلُ القُبَل
كَم ليلةٍ تُرافِقُ هذه الليلة
في اللقاء المشتهى
كَم نجمةٍ تَسمعُ خطوات
تَسيرُ الهُوينا
تَتَعَلّقُ بالفِكرة
لا تطمحُ للذكرى
بل تعيش اللحظة.
كم نجمةٍ في الليل
لقمر تحسبه واحداً
وهو انعكاسٌ لآخرين
كم شهبٍ أفلَ سريعاً
وحيداً في اتّقاده
فَلِمَ يأفُلون اثنين اثنين
هؤلاء العاشقون
لِمَ يرافِقُهم ضوءُ القمر
ولا يفارقهم حُسنُ النجمات
كم نجمة تتسكّع في طريقهم
تتنصتُ لأحاديثهم
ولهمساتهم الرقيقة
كم نَزَلَت نجمة سبقتها مثيلتها لتفقُّدِ اللحظة
وكم عادت سَكرى
حَصيتُ مئات خلال ساعات
فكيف إن طاب اللقاء
وغداً هل تأتينَ لتتسكّعي
في دربنا الهادئ؟
كم سنحُصي نجوماً
وكم سنبقى في اللقاء
أسألُ من هذا القبيل
اسألُ النجمات
أسالُ العطر النبيل
عن فطنة الوردات
أسالُ من قبيل ما ينتهي
ولا ينتهي...
حَسبُه أنّه أدّى الرسالة
لكنَّ ذكِرَهُ لن ينضوي
حتى تنتهي المسألة
شائكة ومعقّدة بُحورها
عاتية فُصولُها
هي الحياة بِدُورِها
هي الحياة بِنورِها.