الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

وحدة الحق

المصدر: النهار - كريستين السويدي
في الآونة الأخيرة، تدهورت الحالة في داخل موطني العزيز
في الآونة الأخيرة، تدهورت الحالة في داخل موطني العزيز
A+ A-
في الآونة الأخيرة، تدهورت الحالة في داخل موطني العزيز، لكن أحداً لا يأبه بانهياره؛ فكلٌّ منّا غارق في هموم معيشته الصّعبة الناخرة لجيوب المواطنين الممزّقة من قبل الطقم السياسي العفن المليء بالسوس.
في وطني فقط يصرخ الأطفال من الرعب والذّعر بسبب قطّاعين طرقٍ يُهدّدون السلم الأهلي.
في وطني فقط ترتعب من الخوف على حياتك في أكثر مكان تعتقده آمناً بالنسبة لك، وهو بيتك.
في وطني فقط أدعو رّبي للهجرة إلى بلد يراني إنسانة عادية تستحقّ العيش بكرامة وحريّة متمّمةً حقوقها وواجباتها قبل النظر إلى المذهب أو الطائفة التي أنتمي إليها.
اللائحة طويلة، وتزداد تعقيداً يومياً. لا تعيدوا الخطأ نفسه! لا تعيدوا هؤلاء اللصوص إلى الحكم! ما من كلمة تصف دناءة هؤلاء الحقراء، في كل مرّة يحاولون إقناع الشعب وتخديره بكلامهم المزيّف المليء بالطائفية والعدوانية تجاه أخي المواطن، ورميه بالحجارة، وإدانته لأنه مختلف بمعتقداته.
يا لها من مهزلة! العالم يتطوّر، والبشرية تتقدّم في المجالات كافّة، ولكنّنا نتراجع في بلدي فقط، وننجرف وراء كلمات ممزوجة بالحقد والغضب.
نحن نعيش كمجموعات لا كعصبية وطنية حاضنة لقضية الوطن وسيادته والدفاع عن أرضه وكرامته. تلك الطبقة السياسية أحقر من أن تدوّن على لائحة التاريخ لأنها جلبت العار، ودنّست أجمل وأعرق ما وجد على أرضنا، ألا وهي أرزتنا. تلك الأرزة استقالت من العلم الوطني بسبب أعمالكم الإرهابية الداعمة للكفر والشذوذ. كيف يمكن الافتخار برمز موطني العزيز، وهو فقد هويته وسيادته بسبب الاعوجاج الصادر عن الطقم السياسي؟ نحيب الأرزة يملأ صدرها، وهتافها لكل أجزاء الوطن للوقوف وشدّ العصب الوطني لردع سفاهة السياسيين. عقولهم أصغر من أن تأخذ بعين الاعتبار والبرهان أعمالهم الباطلة التي تغرقنا يوماً بعد يوم في أزمة جديدة. طمعهم بالمال والسلطة أعماهم عن رؤية الحق والمطالبة به. أيعقل أن تتطالب الشياطين بالحق والحقيقة وهي أكبر الدجّالين؟
نكتةُ عظيمة!
نبحث عن بلد تراثه أعرق من أن تعلّق صورة زعيم في وسط الشارع، ونهتف لها شعائر تدعو لتأليه شخصه. كفّوا عن هذه الهتافات الرنّانة الناخرة لآذاننا!
استفيقوا من غيبوبتكم!
أيقظوا بصيرتكم وادعو للحق. فقط الحق!
أيها الشعب، أدعوكم اليوم، وعلى هذا المنبر ألا تكرّروا الخطأ نفسه، وألا تعيدوا سفك دماء ضحايا وشباب لعنت الساعة التي طبع على صدرها "صنع في لبنان". فالحق لا يعلو عليه، وسنحقق العدالة، ونُعيد لبنان إلى هويّته الحقيقيّة ونحرق كل ذلك الطقم الرديء لأننا أبناء الحق، أبناء الحياة والنور لا أبناء الظلام والضلال.
سنحرقكم أيّها الحثالة، ونضحك في مجامعكم...سنضحك ونضحك، ولا من مستجيب سيدافع عنك، لا أحد، لا أحد، لا أحد...لأنكم لست بشيء...


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم