إما أن تكون عادلاً منطقياً أو اصمت!!

نحن نعيش في واقعٍ نال لقب المسرحية المجنونة بجدارة، فهذا بائعٌ يسأم من احتكار المورّدين و ينسى أنه يبيع بضائع منتهية الصلاحية، وذاك طبيبٌ يُحاضر بالأخلاق وينسى تسعيرة جلسته الخيالية و ترى مهندس يُعطي دروس المثالية في حين أنه يوقّع على محاضر بناء مخالفة لمعايير السلامة، وإذا أردنا تفنيدهم جميعاً لن ننتهي اليوم!
في ظل غياب الضمير عن معظم الناس باستثناء من أثبت عكس ذلك، إن وُجِدَ، عن أي عدالة تبحثون؟؟
ما دام الحجر الذي في طريق بلدتك لا يعنيك ولا تفكر في إبعاده حفاظاً على سلامة غيرك، وما دام الحريق في بيت جارك لا يدفعك لإغاثته، فإذا طال الحريق منزلك تتعجَّب من صمت الناس حينها!!
لا تنادي بإصلاح غيرك وأنت لم تصلح نفسك بعد، لا تهتف بالعدالة وأنت لم تحققها في بيتك حتى، لا تحاضر بالأمانة وأنت تسرق جهد غيرك، لا تفعل أي شيء قبل أن تضع نفسك أمام المرآة !!
فلو بدأ كل شخص في أي مجتمع بإصلاح نفسه أولاً، وقتها سنرى ذاك المجتمع بأفضل حال، فالمشكلة بك أنت ولا علاقة لموقعك الجغرافي بها!!