كفى ذُلّاً


الدكتور نزار دندش
 
جَرِّدْ حروفَكَ فجِّرْ شِعرَكَ الآنَ
فَمَنْ سوانا يصونُ اليومَ لبنانَا
يا رائدَ الحرفِ مَهْدُ الحرفِ في خَطَرٍ
ثَوِّرْ حروفَكَ كنْ للحرفِ رُبّانا
وارسمْ بحرفِكَ حدَّ السيفِ قافيةً
في رَهْبَةِ الذلِّ يغدو الشعرُ بركانا
عاثَتْ فساداً بذا اللبنانِ مافيةٌ
أزلامُها دمَّروا إرْثاً وبُنيانا
أزلامُها جوّعوا شعباً بأكملِهِ
وقدّموا الدارَ للدولارِ قربانا
كم سائقٍ طالبٍ بنزينَ آلتهِ
كم جائعٍ طالبٍ خُبزاً وإحسانا
كم حارثٍ أرضَهُ كم زارعٍ زرعَهُ
كم بائعٍ موسمَ الأرزاق مجّانا
كم عاملٍ كادحٍ مدخولُهُ عَدَمٌ
كم شاكٍ ألماً بالأمسِ ما كانَا
عزَّ الدواءُ، حليب الطفلِ خبَّأهُ
تُجّارِ مافيةٍ إبعادُهم حانا
أهلَ البقاعِ ويا أبناء عاصمتي
أهلَ الشمالِ، أعالي المتن مع قانا
يا كلَّ أنسٍ وفي لبنان مولدُهُ
اتركْ زعيمَكَ واخترْ دربَكَ الآنا
لبنان يا درّةَ الأوطانِ، يوسُفَها
قد عاقبوك وعاثوا فيك خُذلانا
قد وزَّعوكَ فأَرضوا مَنْ بهم نَهَمٌ
وقدَّموكَ برَسْمِ الموتِ عنوانا
الحقُّ ضاعَ وسيفُ العدلِ مُنْكَسِرٌ
في السرِّ نقضي ولا نحتاج أكفانا
في دولةِ الذلِّ يغدو الكِذْبُ فلسفَةً
والوهمُ يرسمُ جِيدَ القومِ قُطعانا
كفى هراءً وتجييشاً ومَذْهَبَةً
لبنانُ يبقى مدى الأزمانِ لبنانا