بازار حسابات الكسور و حواصل الرغيف الإنتخابي

فيما موائد الرحمن دسمة سياسياً، بعد جفاف دبلوماسيّ تستعيد ملحها وخبزها، والصدقات الجارية تثقل ميزان حليف الحليفين اللدودين المتنافسين على كلمة العبور لرئاسة جمهورية العيش على أمصال المساعدات، بعد اهتراء صمّام الأمن الغذائيّ المشكوك بوجوده أصلاً، لغياب حجّة المنطق النظريّ أقلّه.
فشرائح المجتمع كافة مهدّدة بشهور عجاف وشحّ قمح مسلول يباع على مبدأ خذوا قمحكم كفاف دعمكم لمدّة شهر، قد تكون غير قابلة للتجديد، ومدّة صلاحيّتها تنتهي بانتهاء استحقاق ١٥ أيار ٢٠٢٢.
ولكنّ الشكّ الأكبر، هل من منقض "يوسوفيّ" يخرج من عتمة الصندوق؟ يؤوّل الأحاديث ويعمل على أحلام مستقبل كمستقبل ذاك السجين الذي أكل الطير الخبز المنثور فوق جسده المعلّق على المشنقة؟
كيف لنا بمنقذ، والحملات الانتخابية معارك إلغاء، وكسر عظم، وفرم سلطة، وتحالفات توم وجيري المؤقتة، ومشاريع ترقيع الأزمات، والحلول الخيالية في برامج الأطفال الترفيهية، فالكلّ لديه ملاحظات على الملاحظات، وأفكار تعديلات على التعديلات، والبعض الآخر يرى بالعزوف عن الدراسة قبل إبداء الرأي.
عذراً أيّها الصندوق العقيم، فلا منطق يوحي بولادة البشارة من رحمك، فالبلاد تحت وطأة إضراب إداريّ مقنّع، فإضراب القضاء وعزوف المعلمين وامتناع الموظفين وأزمة التشكيلات الدبلوماسية ستصوّب رصاصة الرحمة في صميم الاستحقاق الانتخابي... ولكن ماذا لو؟؟
فليكن صوتك على قدر الوطن... وليوازي قرارك حلمك بأن يكون لوطنك قرار أوحد لا تراجع أو خوف فيه... وأخيراً كلّنا للوطن لا كلّنا على الوطن.