الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

جهنم تزور منشأة الزهراني

المصدر: النهار - نعمت كريدلي
استيقظ اللبنانيّون اليوم في الـ11 من تشرين الأول 2021 على خبر اندلاع حريق كبير في أحد خزانات البنزين في داخل منشأة الزهراني
استيقظ اللبنانيّون اليوم في الـ11 من تشرين الأول 2021 على خبر اندلاع حريق كبير في أحد خزانات البنزين في داخل منشأة الزهراني
A+ A-
استيقظ اللبنانيّون اليوم في الـ11 من تشرين الأول 2021 على خبر اندلاع حريق كبير في أحد خزانات البنزين في داخل منشأة الزهراني. لم تسُد أجواءُ الصدمة عند أغلب اللبنانيين، بل تلقفوا الخبر برحابة صدر وقدرة عجيبة على التطبّع مع الفساد وأيّ شكل من أشكال الجحيم.
"المهم الآن هو أمن الناس"، هكذا صرّح وزير الطاقة الدكتور وليد فياض عند سؤاله عن الحريق. المعلومات الأوّلية تشير إلى احتكاك ما أثناء عملية النقل من الخزان رقم 702 إلى الخزان 701 أدّى إلى اشتعال الخزان الأول. لكن الجهات المعنيّة لم تحدّد آليّة الاحتكاك، بل اكتفت باعتبار الحادثة خطأ تقنيّاً حتى إثبات العكس.
اللافت في الأمر أن منشأة النفط في الزهراني تعرّضت للسرقة عن طريق كسر أنبوب صغير، وقد قدّمت شكوى ضدّ رعيان مجهولي الهوية، لتبقى في جوارير عدم معرفة الفاعل. لكن غياب تقارير دقيقة ورسمية تتناول كميّات المحروقات المخزّنة يُثير الريبة، ويحثّ المعنيّين من المعارضة الوطنيّة المستقلّة والإعلام المسؤول على فتح تحقيق شامل في فرع جديد لمغارة علي بابا.
جهنم لم تمكث كثيراً في الزهراني بفضل جهود فرق الدفاع المدني التي تمكّنت من السيطرة على الحريق في الخزان رقم 702 التابع للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. من الواضح أن زيارات جهنم لمعظم المرافق الحيويّة في لبنان ستستمر لأن منظومة الفساد الشيطانية مستمرّة بإدارة البلد وتطبيق سياسات ترقيع تساهم في إشعال المال العام، مُخلّفة وراءها دخاناً رمادياً كفيلاً بتبرئتها بسبب تداخل الصلاحيّات وتغييب الأدلّة.
آن الآوان كي يدرك الشعب اللبناني خطورة إعادة إنتاج نفس الطبقة السياسيّة ونفس النهج الترقيعي؛ فجهنّم هذه المرّة تخطّط لسلسة زيارات تطال كلّ بيت ومؤسّسة وقطاع في لبنان. فهل من يطردها من دار الأرز وصناديق الفرز قبل أن تلتهم نيرانها ما تبقى من حصاد اللبنانيين؟!
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم