الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

حقائب القادمين محملة بالأدوية

المصدر: النهار - غفران عبد الكريم جنيد
يشهد لبنان أزمة تعتبر الأولى من نوعها على كل المستويات
يشهد لبنان أزمة تعتبر الأولى من نوعها على كل المستويات
A+ A-
يشهد لبنان أزمة تعتبر الأولى من نوعها على كل المستويات، حيث يعيش المواطن فيها جميع أنواع الذل: من الطوابير لساعات على محطات البنزين للتعبئة بـ30 ألف ليرة فقط، إلى ارتفاع كبير لأسعار السلع الغذائية، وصولاً إلى الأخطر على الإنسان وهو الصحة، حيث نرى انقطاعاً كبيراً للأدوية بجميع أصنافها، وإن وجدت فأسعارها تفوق الخيال.
هذا ما انعكس بشكل كبير على الأمن، حيث نرى سلاحاً متفلتاً إذا لم يعطوا أحدهم الأدوية لبناته، أو الصرخات الكثيرة من آباء هم سند أبنائهم يبكون مباشرة على الهواء، ينهارون ويذلون.
لكن رغم كل الذي يعانيه لبنان، نرى إقبالاً كبيراً من اللبنانيين المهاجرين عائدين إلى البلد، الذين لا يتركونه خلال الصيف أو العطل مهما كلف الأمر، لكن هذه المرة كانت العودة مختلفة عن كل المرات، حيث لم يحملوا خلال رحلتهم الأخيرة إلى بيروت الهدايا، بل ملأوا حقائب سفرهم بأدوية تخطت كلفتها الكثير من اليورو أو العملات الأخرى لتوزيعها على أفراد عائلاتهم وأصدقائهم الذين لا يجدون في صيدليات لبنان أياً منها. حملوا معهم من كل شيء، أدوية مضادة للالتهابات وأدوية ضغط وكوليسترول وسكري وباركنسون وسرطان، فضلاً عن الكثير من الأدوية المضادة للاكتئاب. فهذه الأدوية جميعها مقطوعة في لبنان وتسبب وفاة الكثير من الأطفال، وخاصة الفتاة الصغيرة التي توفيت بسبب انقطاع دواء، فاضطرت عائلتها إلى استبداله بدواء آخر، ما نتج عنه موت هذه الفتاة الصغيرة التي لا ذنب لها سوى العيش في بلد لا يستطيع تأمين الدواء لها!

وقد أعادتنا الأزمة الحالية إلى سنوات الحرب الأهلية (1975 - 1990)، حين كان يأتي المغتربون محملين بحاجات أساسية فُقدت من الأسواق. وصحيح أنهم كانوا يخافون من القذائف، لكن لم يشهدوا يوماً نضوباً في الأدوية أو الوقود كما اليوم.

نعم هذا وضع لبنان بعد سنوات قليلة على الحرب الأهلية، حيث يردد الكبار دائماً "صحيح عشنا الحرب لكن هذه الفترة صعبة من كل النواحي ولم نشهد هذا الذل الذي نشهده حالياً).
لكن يبقى السؤال حالياً: إلى متى هذا الذل للبنانيين؟ إلى متى هذه الأزمة التي تعصف بكل مكان؟ إلى متى هذه اللامبالاة من السياسيين؟





الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم