الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

من منّا لا يحبّ لُبْنان!

المصدر: النهار - إيهاب القسطاوي
يا لها من كلمات عفوية مغلّفة بالصدق، ولكنها عميقة الأثر، حيث يتناثر على نواصيها أريج عشق لُلُبْنان عَبَقَ شذاه في الْمَكَان
يا لها من كلمات عفوية مغلّفة بالصدق، ولكنها عميقة الأثر، حيث يتناثر على نواصيها أريج عشق لُلُبْنان عَبَقَ شذاه في الْمَكَان
A+ A-
"يا لها من كلمات عفوية مغلّفة بالصدق، ولكنها عميقة الأثر، حيث يتناثر على نواصيها أريج عشق لُلُبْنان عَبَقَ شذاه في الْمَكَان، ومحاطــة بسياج من الأمل والرهان على مستقبله الواعد، رغم كل العسرات التي تنزلق فيها قَدَمَاهُ، هو أحبّ لُبْنان حتى الثمالة، كانت كلماته الصادقة تنساب على مسامعي فتستقرّ للنبض مقاماً عميقاً في الروح، وقد لا اكون أُغالي إذا قُلْتُ إنني أثناء الحوار معه، قد تنهدت قائلاً: هنيئاً للبنان بإصرار أبنائه، فما اجملها تلك اللحظات شابها الانتشاء والفخر، عندما واجهت القاضي محمد وسام المرتضى، وزير الثقافة اللبناني، متسائلاً: ألا ترى سيادتكم أن توليكم حقيبة وزارة الثقافة في ظل ما يتعرض له لبنان من ازمات متفاقمة بأنه عمل محفوف بالمخاطر والتحديات؟ فأجابني بنبرة واثقة باسمه ونسبه: ألا يستحقّ لبنان أن نضحّي بأرواحنا من أجله؟ فبادرته قائلاً: "أإلى هذا الحدّ تحبّ لبنان؟ فأجابني قائلا دون مر تردّد : ومن منّا لا يحب لُبْنان، انسابت تلك العبارة السحرية التي تشكل ملامح أي مبدع على لسانه وهو ذلك الملاح الماهر الذى تقلد منصب وزير الثقافة بكل ما يحملـه في طياته مـن قيَـمٍ ثقافيّـة وتاريخيّـة واجتماعيـة وجماليّـة وفنّيّـة وروحيّـة وتقنيّـة، في ظل تفاقم كبير في حجم الأزمات المالية، بجانب مشهد سياسي معقد للغاية، وظروف اجتماعية صعبة للغاية، ولكن في موازاة ذلك المشهد المشحون والمعقّد، رَأَيْتُهُ بِأُمِّ عَيْنَيَّ يقود السفينة بإتقان، متجنباً زوابع العواصف وسط محيط يموج بتقلبات الأنواء، أيضا مما زاد احترامي له عندما علمت من ردهات الوزارة، بأنه ملمّ بكلّ شاردة وواردة تتعلّق بأداء العمل بالوزارة، إلى كونه صاحب قرار صحيح وسريع، فبمجرد ما قدمت له مُذكرتي دعم لجنة جبران الوطنية، ودعم متحف العظيم ميخائيل نعمة، ذلك المتحف الذي يشهد على السنين العشرين التي قضاها نعيمه في أرجائه مع ابنة أخيه ميّ وابنتها سهى، وتطوير عمود إيعات الأثري الكورونثي الذي يصل ارتفاعه إلى 18 متراً، فوافق معاليه على الفور.
ففي أثناء اللقاء المطول مع القاضي محمد وسام المرتضى، وزير الثقافة اللبناني، والذي استمر قرابة الساعة، بديوان عام الوزارة، كان الطاغي والمسيطر على أجواء اللقاء هو لُبْنانُ، فقد بدا مصرّاً على أن يستعيد لبنان مكانته كمنارة ثقافية ومركزاً للتلاقي وحوار الحضارات، وتعهّد مرحليّاً ببذل كلّ ما في وسعه لدعم وتثمين جهود اللبنانيين الثقافية سواء في الوطن أم في المهجر، مع الحرص على إقامة الأحداث الثقافية بأفضل ما يسمح به الوضع المالي الراهن لوطننا المأزوم، وأكّد: "انني قادم إلى الوزارة من القضاء وقد صرفت فيه حتّى حينه زهاء خمسة وعشرين عاماً من عمري، وعائد إليه لأصرف فيه ما تبقى، فلا يجوز لي أن أخذلهم ولن أخذلهم بإذن الله".
فهل لي إلّا أن أعشق لُبْنان إلى حد الجنون، لُبْنانُ ذو التاريخ العريق الممتد منذ أكثر من 6000 عام، لبنان الارض السحرية المباركة التي رخت بظلال تراثها الإنساني المستمدّ من مكوناتها الحضارية والثقافية والتراثية على العالم بأسره، وأخيراً لا أملك إلّا أن أردّدُ مع القاضي محمد وسام المرتضى، من منّا لا يحبّ لُبْنان.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم