الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أيّام الربيع

المصدر: النهار - مصعب الشيخ علي
هنا وضع آخر الجنود بندقيّته فوق العشب النديّ
هنا وضع آخر الجنود بندقيّته فوق العشب النديّ
A+ A-
هنا وضع آخر الجنود بندقيّته فوق العشب النديّ
واتّكأ على جذعِ الشجرة الهرمة، يدخّنُ لفافة من التّبغ
ويكتب رسالة قصيرةً لحبيبته التي انتظرت شهوراً طويلة:
"نحن بخيرٍ الآن، جرحٌ طفيفٌ في الذّراع الأَيسر،
لكن كلّ شيءٍ على ما يرام، لقد انتهت الحرب أخيراً! أحبّك"
يوقعها بقبلةٍ ويبعثها مع الرّياح.
أعبرُ تلك المروج الخضراء، أفتح ذراعَيَّ للنَّسيم المسافر بين التلال
وأتنفّسُ ذلك الهواء الرَّطب النَّقي، لكي تنمو ضلوعي من جديد
لكي تزهر أصابعي بين الأفياء، وأركضُ
شمس دافئة وعشب نديٌّ
غيومُ الرَّباب تبدّد سكون السّماء، ودربٌ أخضر لا ينتهي
جسرٌ من الخشب العتيق يَمتدُّ فوق القناة
مراكب تستريح هانئة في الميناء
وأركض مثل الأطفال، أحمل أحلامي وأركض
حتى يغيب عن ناظري كل بناء
حتى أسقط بين العشب الكثيف وزهور الخلنج من التّعب
أَتنفّسُ الصعداء
ويبلّل جسدي النّدى، يعيد إليّ لياقةَ الشباب
وفوق أظافري تبقى آثار الخُضرة الطّريّة
أغمض عيني لحظةً للذكرى
لقد نجونا بأعجوبة!
لا شيء هناك كان يستحق الاستمرار
لا شيء، وها أنا هنا الآن
لأمضي بكلّ ما يتّسع لي من إرادةٍ وحرّية
نحو الغد دون قرار.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم