الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

حريتي

المصدر: النهار - جوسلين مراد
حريتي سلّم أرتقي به إلى ما وراء النجوم والكواكب...!
حريتي سلّم أرتقي به إلى ما وراء النجوم والكواكب...!
A+ A-
حريتي سلّم أرتقي به إلى ما وراء النجوم والكواكب...!
أما أنتم يا أعداء الإنسانية، فحريتكم جسور يعبر عليها من هم خير منكم.
حريتي خيال واسع كعرّاف يرسم إشارات غريبة، يحملني فوق الغيوم البيضاء...
أما حريتكم فسجين أسكره شعاع القمر.
حريتي طموح ثائر يتحدى ظلم الأشرار ويبيدهم بمثابرته،
أما حريتكم فنهب وسلب وتعدٍّ كشبح أسود في الليالي الظلماء.
حريتي أن أتقاسم مع أخوتي وأخواتي في الإنسانية بركة الحياة.
وحريتكم أن تلتهموا الموائد كحيوان جائع لا يشبع، يبحث عن الطعام في الصحراء.
حريتي هي الشجاعة أن أتوسل النعم من الله لا منكم.
أما أنتم، فحريتكم رهينة لمطامعكم وأهوائكم ومصالحكم.
حريتي فرحة لا يعكر صفوها كائن بشري.
أما حريتكم فتتعكر في كل مرة تجدون فيها من يسير في طريقه بدونكم.
حريتي هي حرية الضمير، لأني لم أطعن يوماً أحداً في ظهره
ولأني لم أطفئ الشمعة الوحيدة المتبقية في غرفة من ليس له أمل.
أما حريتكم فشعائر زائفة تجرها عربة من الأكاذيب والأباطيل.
وما تظنونه حرية ليس سوى عبودية!
فما نفع النور للذين لا يبصرون
وما جدوى قول الحكمة للذين لا يسمعون
وما فائدة كنوز ما وراء الشفق للذين لا يبحرون...؟
أنا حرة لأني لا أتبع سوى الضمير
وحريتي هي الحلم الذي رأى النور في الطفولة
فسار واثقاً نحو الشمس...
أنا حرة لأني أتسلق بسواعدي وأقابل التحديات منفردة بصمودي وإصراري.
فكيف تظنون أنفسكم أحراراً وأنتم تتسلقون الجبال بسواعد وأرجل غيركم؟
ثم تصيحون بالخفاء:
"إنهم يحملون أثقالنا ويقومون بخدمتنا ويرضخون لأوامرنا".
وكيف لكم أن تتغنوا بعزمكم وأتعابكم؟
فما أخف أثقالكم وليس أخف منها سوى عقولكم!
أنا حرة لأني أتمسك بسلاح العلم ودرع الثقافة والحكمة الخفية...
أما أنتم فتتمسكون بسلاسل معدنية ذهبية تجرونها بخطى ثقيلة بطيئة.
والواقع أن هذه السلاسل الذهبية الثقيلة تجركم خلفها.
أنا حرة لأني أسكب حبي للحياة في كل يوم،
وأبني دعامة لأحلامي....
أما أنتم يا أعداء الإنسانية، فهواة تدمير وهدم وتخريب.
أنا حرة لأني لم أمدح العهر والرذيلة يوما، ولأني لا أجامل كذباً.
أنا حرة لأني أحب رائحة الكتب القديمة، وهي كالخريف المذهب
أكثر قداسة من رائحة البخور!
أنا حرة لأني أنظر إلى مرآتي بعيوني لا بعيون الآخرين،
وهذا سر امتناني!... فكيف لكم يا أعداء الإنسانية وأعداء الضمير وأعداء الحق وأعداء الحقيقة وأعداء الحياة وأعداء الحرية أن تظنوا أنفسكم أحراراً، وأنتم أسرى لعيون الآخرين فيكم؟!
فإن أغفلت عيون الآخرين عنكم ذهبتم إلى ندب قباحتكم.
أنا حرة لأني أتحفز للطيران في أي وقت...
وحريتي أن أشاهد الطيور في الفضاء.
إن في هذا المشهد أمراً يرتاح له ضميري.
أنا حرة وقد رفعت قلبي إلى العلا،
وجناحاه مليئان بالجرأة والعزم والقوة، كطائر محلق فوق الجبال.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم