خلصت... أنت الجوكر يا وديع

لم يخطئ الصحافي السوري وسام كنعان حينما أطلق لقب "الجوكر" في إحدى مقالاته على النجم عبد المنعم عمايري، الذي احتاج بعد تأدية دوره في مسلسل "قيد مجهول" السدير مسعود، لواء يازجي محمد ابو البن، إلى مراجعة طبيب نفسي بعد غوصه في الشخصية ومفرداتها. وهذا ما يحصل عادةً مع السكيتشات، التي يقدمها في لوحات بقعة ضوء المتنوعة، لتظل الشخصية راسخة في أذهان كل من يتابع السلسلة الشهيرة.
فطلاب المعهد العالي للفنون المسرحية في هذه السنوات، سيتفاخرون بأستاذهم، لو بقي على رأس عمله بالتدريس، لكن لسوء حظهم لم يحضروه منذ عشر سنوات. فتخيل أن يعطي المهندس وديع في مسلسل "الهيبة" (ورشة كتاب، إخراج سامر البرقاوي)، محاضرة في أحد الدروس الأكاديمية، ومن ثم ينقلهم إلى شخصية "قيد مجهول" بشخصية سمير، ويختتم معهم المحاضرة بدرس أدائي حقيقي "سامي" في فيلم الإفطار الأخير "تأليف وإخراج عبد اللطيف عبد الحميد".
لم يكتفِ "أبو كرمو" في "على صفيح ساخن" علي وجيه ويامن الحجلي، سيف الدين سبيعي، في أخذ من يعرفوه شخصياً ووضعهم في حالة شكوك إذا كان هو العمايري نفسه من يؤدي الأدوار، بل من يقف وراء الكاميرا أيضاً، فسرعان ما يتحول كل هذا الصخب، والمعارك الطاحنة في عضلات الوجه، إلى روح هادئة تسيطر على الكاميرا وتأخذها إلى مكان ما، تسرح في خيالها، عن تصوير مسلسل.
مؤخراً اختتم عمله في "الهيبة 5"، لنرى دوراً للخصم الحقيقي في هذه السلسلة "التجارية" التي علمت مؤخراً، كيف تختار خصماً حقيقياً في التمثيل أو نِداً لتيم حسن "جبل شيخ الجبل"، وقتها يحتدم الصراع بين نجمين سوريين، الأول عاش في متلازمة هذا الدور منذ جزئه الأول، والثاني يعرف تماماً ما هي البراعة في الأداء، واجبار صنّاع العمل على مشاهدة عرض مهيب في أحد المسارح العالمية، تدرّس لممثلين من الطراز الرفيع.
اعتاد العمايري أن يلعب في زوايا منفردة، ومغايرة عن زملائه، فتقصد دائماً، خطف نظر المشاهد إليه، وجذب الاهتمام لصرف النظر عن بطل العمل، ليبقى الجمهور في حالة ترقب، لمشهد يظهر فيه عبد المنعم، ويحقق نوعاً من الفرجة البصرية الممتعة للحد الأقصى، فمن يفكر باستقطاب هذا النجم إلى أحد أعماله، كشريك بطولة أو يصنف كندّ للشخصية البطلة، عليه بمراجعة أفكاره، وإجراء جردة حساب، تتضمن بطاقة ائتمان لما يخلفه، من ضرر على نده.