الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

إلى ريتا...

المصدر: النهار - جوزيف مخلوف
أندهشُ من نفسي، كلّ صباح، عندما أكتشفُ أني لا أزال كما أنا باستمرار
أندهشُ من نفسي، كلّ صباح، عندما أكتشفُ أني لا أزال كما أنا باستمرار
A+ A-
أندهشُ من نفسي، كلّ صباح، عندما أكتشفُ أني لا أزال كما أنا باستمرار. ينتابني السأم، وأقول انّ الحياة حلم وإنني لا أخاف الموت بل الخلود، وإنني حين أكتب، إنما أكتب لألهو، وللتخفيف من وطأة عبور الزمن. أكتب إليها هي المتوارية حتى عن نفسها.
إليها وحدها أكتب.
إلى ريتا المُدْهِشَةٌ حِين تخرجُ مِنِّي، أَكُون مصيرها خَارِج قُبَّعَة الْوَقْت. عَصَاها تفتح باباً خَلْف الْمَوْت. لتكون شَاهِدَةً عَلَى مَنْ يصلبونني، يَغْرِسُون مَسَامِير الْخَطِيئَةُ فِي معصمي، يَصِيرُ جَسَدِي شراعاً، أُبْحِر فَوْق طوفانهم.
- تتساءلين:
أَيُّ زَمَانٍ أَنْتَ؟ أَم إِنَّكَ صِرْتَ أَنَا. حُضُور الْغُيَّاب يَسْتَدْعِي رَحِيلِه، وَالظِّلّ يَقْتَفِي فِي عَتَمَة الْأَشْيَاء سريراً لذواتنا. ضريحاً لسوسنةٍ برية تسْقِيَهَا عُيُونَنا!
إليها...
كانَت للطريقِ الطوَيل خطوةٌ أُخرى معنا.
عبَقُ كلماتٍ لحظة وصولها،
واللوح الذي قرأنا فيه الطفولة وتدرّج أيامنا. عباءات أُمهات الغرقى، يبحثنَ عن المصبّ، حيث أولادهنّ في الانتظار.
في سكونِ الهواءِ الذي يحرّك الشرائط، يبلعّ الماء في الساقية الوحيدة أعالي المدينة.
أًطلقي صمتكِ. صارت الظلمة تتنفّس بصوتٍ مسموع وخفقان النجوم موحشاً يصل، وهذا العالم يُختصر، بالنسبة إليّ، أحياناً
ودائماً، بضوء عينيكِ، بالكلمة التي تسقط، منكِ، أو فوق جسدكِ، شاهدة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم