الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لن ننسى مجزرة التفجير البركاني

المصدر: النهار - سعد نسيب عطاالله
عاد الرابع من آب، والعدالة غائبة عن الأبواب!
عاد الرابع من آب، والعدالة غائبة عن الأبواب!
A+ A-
عاد الرابع من آب، والعدالة غائبة عن الأبواب!
عاد الرابع من آب، والركام شاهد على الإهمال، والتأجيل، والدجل، والارتياب!
لن ننسى اللحظة التي حدثت خلالها مأساة الرابع من آب، 2020، الأسطورية!
لن ننسى إزدواجية وتزاوج صدى ووقع الصوتين الناتجين عن خرق جدار الصوت، والتفجير الضخم، اللذين تولدا في ومضة عين، كما تزاوج العام 2020، مع عددي العشرين والعشرين!
لن ننسى صدى هدير طيران وخرق جدار هائل للصوت الذي هز البيوت من أساساتها، ثم تبعه زلزال أرضي جعل حيطان المنازل تتسابق لالتقاط أنفاسها حتى تبقى في وضعيتها العمودية، وتحمي ساكنيها من الغضب الصاعق، الصادر من البعيد البعيد!
لن ننسى شعورنا بحلول ساعة القيامة، وأنها قد حانت، وترددت أصداؤها في الفضاء الفارغ إلا من غضب الآلهة على بني البشر الخطأة!
لن ننسى جمودنا وتجمدنا أمام الشاشات، نترقب أخبار ما حصل على حين غرة!
زادتنا الدهشة خوفاً وورعاً، وحدقت الأبصار بالأبصار، متسائلة عما يكون قد حصل، من غضب إلهي، ضاق ذرعا من فساد مخلوقات أرضية خلقها لنشر الخير، ثم خيبت ظنه بعدئذ!
لن ننسى تماهي ارتدادات اختراق جدار الصوت مع تلك التي اخترقت باطن الأرض العميق، ورجرجت الأعماق وما ومن، فوقه!
لن ننسى مشهد جبل الدخان الأسود الهائل المتصاعد الذي اخترقه لهيب بركاني قانٍ، تحولت على أثره، وفي ومضة عين، حياة كثيرين من الشيوخ والأطفال والشباب إلى موات، وفناء!
لن ننسى صراخ الجرحى تحت الركام، وعويل الناس المفجوعين بعائلاتهم وأطفالهم الأبرياء، الممتد من مرفأ بيروت إلى أبعد من الضواحي الشرقية، والشمالية، البعيدة!
لن ننسى اولئك العمال الأبرياء المجاهدين، وكذلك الذين هرعوا إلى إخماد "الحرائق-الفتنة"من عناصر الدفاع المدني، الأبطال الشهداء، الذين كانوا متواجدين في محيط العنبر رقم ١٢، السيئ الذكر، موطن الغدر والمكر!
لن ننسى جبن وخبث السياسيين الذين غابوا عن مشاهد عمليات الإغاثة الفورية واللاحقة، التي اقتصرت على حضور الناس البسطاء الطيبين، الذين هم خميرة الوطن الحزين، والشعب البائس!
لن ننسى، أو نتناسى ما حدث في الرابع من آب 2020، لأنه تاريخ عبور الوطن من جهنم إلى المطهر، من جهنم السياسيين الشياطين، إلى مطهر الأمل بظهور الحقيقة، حقيقة من استورد كمية نترات الأمونيوم البركانية، ومن أشرف على تخزينها واستعمالها، ومن كانوا عارفين بمن كانوا يدخلون إلى عنبر الجريمة الإنسانية، ومن كانوا يخرجون منه بآلياتهم المشحونة موتاً، إما إلى التفجير المباشر في أمكنة أخرى، أو لتخزينها حمماً، لموت مؤجل، لم تحن ساعته بعد!
لن ننسى كل محاولات اللف والدوران والضغوط والتأجيل والإهمال الخبيثة التي تعيق قرارات تبيان الحقيقة، ومعاقبة المجرمين الذين ارتكبوا مجزرة ضد الإنسانية، في بيئة مجتمعية مسالمة تخاف الله، ولا تضمر الشرور لأحد من مخلوقاته!
لن ننسى الجمعيات الخيرية الوهمية التي اسسها السياسيون الفاسدون للنصب والاحتيال، واستغلال حاجات الناس وآلامهم!
لن ننسى يوم الرابع من آب الذي تتكرر أصداؤه في كل ثانية ودقيقة وساعة ويوم، من أيام وسنين الأعوام المقبلة، وإلى يوم إعلان قيامة ساعة الحق والحقيقة!


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم