ما هي أقوى القوى؟ قوة الإيمان أم قوة العلم أم قوة المادّة؟

ما هي أقوى القوى؟ قوة الإيمان أم قوة العلم أم قوة المادّة؟
سؤال يستحقّ التوقف عنده. وللإجابة عنه نقول: "إن الإيمان والعمل والمادة ثالوث متكامل لا تتحقق قوة أحدهم من دون الاقتران بقوى الطرفين الآخرين؛ فالإيمان من دون علمٍ يُصبح ضعيفاً، يستطيع أيّ متعلّم أو ماديّ أن يوجّهه إلى التعصّب والتطرّف ثم الإرهاب ليخدم مصالحه، وإذا لم يقترن بالقوة المادية فسوف يتحوّل إلى إيمان عقيم، لا فائدة له في تحصين المؤمنين من الفساد الذي يدمّر البشر والحجر.
ولو تأملنا الدول المتقدّمة لوجدناها تقرن الإيمان بالعلم بالقوة المادية، لكنها لا تسمح لأيّ منها بأن يطغى على الآخر، بل تحرص على أن يخدم كلّ منها الآخر بما فيه من الحصانة لأراضيها وضمان لمستقبل مواطنيها، بالرّغم من الهزّات والأزمات.
والخلاصة: حين نتعلّم كيف يكون الإيمان الحقيقي، ونستثمره بطريقة علميّة في صنع قوتنا الماديّة، عندها لا نسمح لا للإيمان، ولا للعلم، ولا للمادة بأن تتحوّل إلى قوّة مدمّرة لغيرها، أو موجّهة لها بما يضعفها أو يشوّهها؛ وهذا أوّل أساس فكريّ نبني عليه دولة ما بعد الحرب، وهو حجر الزاوية لأيّ بناء، فانتبهوا يا مفكّري الوطن ومعلّميه! لأنكم من يحاسب حقيقة على انحطاطه بفعل الأزمات العاصفة به أو على تطويره رغماً عنها، لأن الوطن عقيدة نشطة مؤثرة في المواطنين، ومتأثرة بهم، قبل أن يكون دولة محدّدة ومحدودة بما عليها، وبمَن عليها بين الدول.