الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

عروس السماء

المصدر: النهار - ليليان خوري
إكليل كبير من الورود البيضاء تتوسطها
إكليل كبير من الورود البيضاء تتوسطها
A+ A-
مع عرس قانا الجليل زفيت عروس السماء، ومع أعجوبة تحويل الماء إلى خمر ارتقيت إلى مرتبة العروس القديسة التي اقترنت بمحبة يسوع وجعلت من السماء إقامتها الأبدية.
مع صور القديسين ارتفعت صورتك الجميلة البريئة المبتسمة لكل ناظرٍ إليها ولكل مؤمنٍ سعى لنيل البركات.
ذكرى الأربعين اليوم حوّلتها أمك المفجوعة إلى عرسٍ أسطوري دعت إليه كل المحبين من العائلة والأقارب والاصدقاء الذين عرفوك واختبروا طيبة قلبك، ولمسوا جمال الخالق في وجهك المرسوم بريشة الأب السماوي الذي أغدق عليك وفراً من نِعَمِه الكثيرة.
احتفى فيك لفيفٌ من الكهنة ترافقهم أصوات شابات اجتمعن في جوقةٍ منسجمة ومتجانسة في الروح العذبة والصوت الحنون الذي يبكي القلب والعين على حدّ سواء.
إكليل كبير من الورود البيضاء تتوسطها صورة لوجهك الملائكي الضاحك كفيلٌ وحده أن يُبكي الحجر فكيف بالبشر؟
الصالة الكبيرة جعلت منها والدتك ركناً خاصاً للمناسبة مليئة بالطاولات المزينة بأجمل التذكارات المقدّسة لتكون ذكراك مؤبدة في كل بيت وفي كل قلب احبّك وحضنك.
لم يغب عن بال من ربتك يا ريتا ايُّ تفصيل مهما كان صغيراً، فملأت الطاولات بما لذَّ وطاب من المأكل والمشرب والحلوى، وحرصت على تكريم المحبين لك بألطف وأرقّ استقبال على الرغم من شلال الدمع المتدفّق من عينيها المتورمتين من كثرة البكاء.
أما باقات الورود البيضاء فغمرت المكان من كل حدبٍ وصوب، إلى جانب باقة من الفتيات القريبات لك أغدقت في النوايا التي تلونها كل الأمنيات بالسعادة لروحك في قرانك المقدّس الأبدي.
ريتا يا ابنة الحياة والرجاء. ريتا يا روحاً تسكن روح أمها وحباً يملأ قلب أختها. ارقصي وغنّي يا جميلة، فاليوم عرسك، وذكرى الأربعين ما هي إلاّ تذكارٌ من عمرٍ جميلٍ عبرتِ إليه.
افرحي يا ريتا وزغردي، فبعد أن تحوّلتِ إلى أيقونة السماء، ها هي من جديد تكرّسك السماء في عرس قانا الجليل عروس السماء.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم