الانهيار والانفجار أصابا العلامات التجارية انسحابات بالجملة من السوق... والآتي أعظم
25-09-2020 | 10:57
المصدر: النهار
تتدحرج كرة الانهيار وتجرف في طريقها القطاعات الاقتصادية والتجارية، وتأتي على ميزات لبنان التفاضلية لا سيما ثقافة الأناقة والرفاهية التي اعتادها اللبنانيون. سمة اللبنانيين أنهم رسموا لحياتهم وأسلوب عيشهم ما فاق قدراتهم أحياناً فكانوا صانعي تمازج ثقافي وحضاري مع الغرب الذي أدمنوا شراء منتجاته وصناعاته وآخر ما أبدعه في التكنولوجيا والأناقة والكماليات واستخدامها. فالأسواق اللبنانية مليئة بالعلامات التجارية المميزة، ومنها من احتفل بمرور اكثر من 50 عاماً على وجوده في لبنان وندُر أن غابت احدى هذه العلامات عن الاسواق الا لفترات قليلة ومتقطعة فرضتها ظروف الحرب الاهلية. لكن موسى الانهيار وصل الى رقاب معظم هذه العلامات التي بغالبيتها صارت كالجسم الغريب أمام قدرات اللبنانيين المتضائلة وتحول انهيار سعر الليرة الى كابوس لهذه العلامات المستوردة بالعملة الاجنبية. لذا صار صمود هذه العلامات مهدداً والكثير اقدم على تخفيض عديد موظفيه وفروعه فيما اقفل بعضهم نهائيا وآخرون يتأهبون للخروج الى غير رجعة من الاسواق اللبنانية. هذا الى جانب ما لحق بعلامات لبنانية معروفة في الاسواق العالمية تسعى تحت ضغط ارتفاع الاسعار والكلفة وغياب رؤية اقتصادية مستقبلية للبنان الى ايجاد اسواق بديلة وأرضية انتاج مناسبة تمكنها من الاستمرار في العمل. بيروت التي كانت علامة فارقة في التسوق والاناقة والعيش الرغيد وسميت بباريس الشرق نظرا لاستيعاب اسواقها والحياة فيها معظم مكونات الجودة التي يحتاجها اللبنانيون والعرب على السواء، وشكلت متنفسا حضاريا لجميع الدول العربية التي كانت تفتقد هذه الميزات، أضحت، ويا للاسف، مع افتقاد لبنان لرجال دولة وتحكم طبقة سياسية افسدت البلد وذهبت به الى حد الافلاس، مدينة تشبه عواصم ومدن عربية كانت تسعى للتشبه بها واعطت دورها مجبرة لا مخيرة الى مدن ناشئة احتضنت جميع العلامات العالمية وفتحت اسواقها والسياحة فيها بحنكة مسؤوليها ووطنيتهم... والمبكي هنا انها استعانت بالعمالة اللبنانية "المهجرة" قسراً. كثرت الشائعات أخيراً...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول