السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

باقي من العهد سنين؟ حرام عليك!

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
النائب جبران باسيل. (نبيل اسماعيل).
النائب جبران باسيل. (نبيل اسماعيل).
A+ A-
احتفل مناصرو "التيار الوطني الحر"، اليوم بمرور خمس سنوات على تولي العماد ميشال عون رئاسة الجمهورية. ورغم تزامن التوقيت مع أشد مرحلة في تاريخ لبنان حساسية، تمثلت في عزلة عربية تاريخية لم يسبق لها مثيل، شهدت حسابات مواقع تواصل تابعة للنواب والمسؤولين العونيين حفلة من الاشادات والمزايدات تشي بأنهم في عالم مختلف عن عالمنا الحالي في لبنان.
 
واذا تجاوزنا تغريدات الشراكة والانتصار وغيرها، وفيما لبنانيون كثر بدأوا يحتسبون الدقائق لإنتهاء هذه السنة أتت تغريدة رئيس "التيار" جبران باسيل، لتعد اللبنانيين بالاستمرار لسنين، فقد غرّد باسيل: "باقي من العهد مش سنة، سنين… ونحنا ع العهد باقيين العمر كلّو ، تا نبني بوطن الرسالة، الدولة يلّي بتشبهنا… العهد انّو نبقى معك وعلى نهجك، العمر كلّه".
 
الاشكالية في التغريدة أنها ليست خارج الواقع فحسب، انما أبعد من ذلك بكثير، فالمصيبة تكمن في أن باسيل يتحدث عن بناء وطن، ويريد الاستمرار، وتناسى أن اسس الدولة-الوطن التي كانت موجودة بالحد الأدنى قبل السنوات الخمس، لم تعد موجودة، وإن سلّمنا بعدم الدخول في جدل توزيع المسؤوليات. لكن الرصيد رصيد العهد وصورته وعجزه وموازينه.
 
عن أي وطن ودولة يتحدث باسيل؟ دولة المؤسسات الفاشلة؟ دولة النيترات والتفجيرات؟ دولة الانهيار الاقتصادي؟ دولة الميليشيات والدويلات؟ دولة التهجير والهجرة؟ دولة التحاصص والفراغ السياسي والاداري؟ دولة القضاء على القضاء؟ دولة تخويف الجماعات على دورها وحجمها ومن الآخر؟ دولة المحاور وتغليب مصالحها؟
 
يَعد باسيل اللبنانيين باستمرار العهد، وكأن هناك عهداً من باسيل وحلفائه بعدم ترك حتى فسحة أمل يتأملون بها بتحسن ولو بعيد.
 
حتى وطن الرسالة الذي استعار باسيل تسميته من البابا يوحنا بولس الثاني، أضحى رسالة سيئة الى الشعوب، وجلّ ما تبقى مجموعات لا روابط بينها مستعدة للتقاتل والقتل على أتفه الأسباب.
 
انكار الواقع استراتيجية ماكرة في مسار الدول والشعوب. فليحمِ الله ما تبقى من ذاكرة لدى اللبنانيين بعد السنين الجحيمية.
 
باقي من العهد سنين؟ حرام عليك!
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم