تُجّار المقاومة

 

كيف تكونون من لبنان؟، أنتم لم تجلبوا سوى العار والدمار، لم تتمرسوا إلا على القتل والإجرام، لم تمارسوا إلا تجارة الأوطان والمخدرات، احترفتم الإغتيال والتفجير، ارتكبتم كل الموبقات، جعلتم من أنفسكم مرتزقة، غب الطلب، تقاتلون خارج الحدود وداخله بأمر تتلقّونه عبر آلة تحكّم عن بُعد، استجرّيتم الحروب الى الوطن واستدرجتم الأعداء، وجنّدتم أنفسكم حرس حدود للعدو.

عن أية مقاومة تتحدثون أو تبحثون؟ عن مقاومة الشعب السوري في داره؟ أم عن مقاومة الشعوب العراقية واليمنية والسعودية؟ أم عن مقاومة وطن إسمه لبنان، ومنعه من بناء ذاته والإمعان في تدمير اقتصاده من خلال سلاحكم الموجّه الى رؤوس اللبنانيين، وعبر السيطرة على المعابر الجوية والبحرية والبرية لتسهيل حركة التهريب والتهرب من كل التزام تجاه الوطن.

نعم، إيطاليا هي جزء من أوروبا التي تقف إلى جانب لبنان في السراء والضراء، تقدّم له العون والقروض والمساعدات وكل ما يخدم بناء الإنسان والدولة، وتستقبل آلاف الطلاب لتلقّي العلم في صروحها وجامعاتها. فيما أنتم تنقلون إليها المخدرات في الشاحنات، كما أوردت وسائل إعلامها.
 
أما الجريمة المتمادية هي تلك الصادرة عن الذين يتوهّمون أنهم الأقوى داخل المجتمع المسيحي، وقد أمعنوا في نهش لبنان مقابل موقع هنا ومركز هناك، أمّنوا الغطاء للدويلة وسحقوا الدولة.

لقد سرقتم مستقبل شعب بأكمله، سرقتم الفرحة عن الوجوه والفرح من القلوب، لقد سرقتم الأمل ونشرتم الألم والرعب والفقر والجوع. كفاكم تزويراً للحقائق وتشويهاً للوقائع. كفاكم، نعم كفاكم تدميراً في هيكل الوطن وتهشيماً في بنيانه، دعونا نُعيد ما تبقى منه إلى رحاب الحياة والحرية، دعونا نُعيد للبنان رونقه ومجده وعزه، والأهم دعونا نُعيد له كرامته التي فقدها كرمى لسلاح بات بلا كرامة، ونسترد القوة للبنان لا لعهد يدّعيها زوراً وتزويراً... والسلام.