الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

قراءة سريعة ولكن غير مُتسرِّعة في "نَصر" المُهندسين

المصدر: "النهار"
نقيب المهندسين عارف ياسين بعد فوزه.
نقيب المهندسين عارف ياسين بعد فوزه.
A+ A-
المحامي كارول سابا
 
هنيئاً للمُهندسين وطبعا هناك بوادر امور قد يكون من الممكن ان يُبنى عليها كتغيير الوجوه والدم الجديد ... ولكن النصر ُيثبَّت عندما سيبرهن الائتلاف التحالف انه فعلا تغييري بالمنهحية والمناقبية وبتنفيذ التغيير وليس فقط اختلاف مَصلحي كون البرامج في بعض الاحيان الجوهرية هي من النقيض الى النقيض ... فحذاري اليوم من نشوة النصر على الطريقة العربية الشعبوية... فلقد امسينا مثل الادبيات العربية التي تُعلِن النَصر عندما يكون العدو مُحاصِراً للمدينة ... ! تماماً كما حصل مع الجيش الثالث المصري في حرب أكتوبر، المُحَاصَر من جيش العدو مع إمكانية وصول جيش العدو من خلال ثغرة الديفيرسوار الى القاهرة، في حين ان الاذاعة الرسمية كانت في هذا الوقت تُعلن النصر الكبير وتَبُث الاناشيد الحماسِيَّة النَصْرِيَّة... !!!
 
بالطبع، على الورق، الذي حصل اليوم بانتخابات المهندسين هو نصر للإئتلاف الذي اوصَل النقيب الجديد ... لكن هذا نصر يبقى على الورق لانه لا يَثبُت الا بعد كم شهر عندما نرى اذا ما كان فعلا نصر ام لا واذا كان التغيير لفظي وشعارات ...
 
علنا لا نتسرع بقراءات سريعة كما يحصل الان ... فدهاء السلطة كبير... والانكفاء احيانا هو من تكتيكات استمرار السيطرة بشكل او بآخر وهناك كِتَل كانت هنا اصبحت هناك وممكن ان ترجع الى حيث كانت ... فذاكرة الكثيرين يبدو انها قصيرة، وان الودائع الملغومة هي من أدبيات هندسة هكذا انتخابات، بالأخص اليوم، حيث من مصلحة السلطة ان تنكفئ وان تحني سنبلة قمحها لتُوهِم انها مُنهزمَة في حين يُمكن ان تكون في تكتيك إنكفائي، الى ان تعود بنصب الكمائن وتفجير تناقضات الائتلاف وتأتي لتنتصب من جديد بالوقت المُناسب ...
 
المشكلة، اننا اصبحنا، سلطة ومعارضة، مهرجانيين مُنتفضين استعراضيين ... النصر يصبح نصراً عندما نخرج من الشعارات لنرى التغيير الفعلي وعندما يتبين ان الائتلاف الذي انتخب النقيب، قد خرج من تناقضاته التي استوت في الانتخابات لقلب مُعادلة السلطة الحالية (وعلى حد علمي ان النقيب الحالي، السيد تابت، الخارج من مركز النقيب، لم يكن "سلطة" عند انتخابه بل "معارضة") ويعمل إصلاحات جدية ويتفق الجميع على الصالح العام دون فساد ...
 
فطبعا، الانتخابات والشعارات مُتلازمان لا ينفصلان ... شعارات السلطة شعارات انتفاضة وتغيير وشعارات المعارضة ايضا شعارات انتفاضة وتغيير.. وحده المُستقبل القريب قد يُشير اذا كان هذا التغيير هو تغيير بالفعل، والتقييم يحصل بعد فترة، باعتقادي لن تطول قبل ان تظهر التناقضات المَصلحية (بالطبع نتمنى العكس) ... فالمثل يقول "عندما يَدوب الثلج يُبَان المَرج" !
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم