الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

قيرغيزستان وأوزبكستان والعلاقات مع العالم العربي

'شهدت جمهورية قيرغيزستان تحولات سياسية، انتهت إلى استقرار شعبي بانتخاب صدر جباروف رئيساً للبلاد" (أ ف ب).
'شهدت جمهورية قيرغيزستان تحولات سياسية، انتهت إلى استقرار شعبي بانتخاب صدر جباروف رئيساً للبلاد" (أ ف ب).
A+ A-
ماجد بن عبد العزيز التركي
 
شهدت جمهورية قيرغيزستان تحولات سياسية، انتهت إلى استقرار شعبي بانتخاب صدر جباروف رئيساً للبلاد. ويقوم الرئيس القيرغيزي الجديد، بزيارة رسمية إلى الجارة جمهورية أوزبكستان، ويلتقي بالرئيس شوكت ميرزاييف، الذي تولى الرئاسة في 8 أيلول (سبتمبر) 2016، في حين تستعد أوزبكستان للانتخابات الرئاسية المقبلة.
 
هذان مؤشران مهمان: الأول، إن التجربة الأوزبكية الرائدة في الفترة الرئاسية الأولى، للرئيس شوكت، وما تحقق من نتائج متعددة الاتجاهات، انعكست إيجاباً على المستويين الداخلي والخارجي للدولة. والثاني، ظهور مؤشرات الاستقرار السياسي لجمهورية قيرغيزستان، وفتحها لمسارات تعاون مشتركة مع الدولة الجارة أوزبكستان والاستفادة من تجاربها التنموية.
 
ويقابل هذين المؤشرين، تحديات تبدأ بمتطلبات المرحلة الحالية التي تعاني اقتصادياً بسبب جائحة كورونا، ما يستوجب معه التعاون الجماعي لدول المنطقة، لتجاوز الآثار الاقتصادية السلبية، ومواجهة التحديات الصحية.
 
متطلبات التحولات الدولية وخاصة التنافس الثلاثي: الصيني - الأميركي - الروسي، وانعكاساته على دول منطقة "آسيا الوسطى" لا سيما أنهم أعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، والأوراسي الروسي، تتركز على مزيد من التنسيق والتعاون الثنائي الأوزبكي - القيرغيزي، ومن ثم الجماعي على مستوى دول آسيا الوسطى.
 
إن إعادة التموضع الغربي، الأميركي - الأوروبي في أفغانستان، من خلال خيارات إعادة التواجد والحلول السلمية بين الحكومة وجماعة "طالبان"، ينعكس بلا شك على دول الجوار وأهمها أوزبكستان وقيرغيزستان.
 
من هنا تأتي أهمية هذه الزيارة، ليس فقط في المسار الثنائي الأوزبكي - القيرغيزي، مع أهميته الموضوعية، ولكن في الإطار الجمعي أي "دول آسيا الوسطى" وعلاقاتها الإقليمية، الروسية والصينية والإيرانية والتركية، وعلاقاتها الدولية أيضاً وفق المتغيرات الأميركية.
 
في المقابل، دول آسيا الوسطى، وإن كانت قد تجاوزت الكثير من التحديات الذاتية الداخلية، إلا أنها مقبلة على مجموعة من التحديات "الإقليمية والدولية" والتي يصعب التعامل معها، فضلاً عن استثمارها، من خلال الفعل الفردي لكل دولة، بل يستلزم العمل الجماعي وفق المشتركات "القومية والدينية والأمنية والاقتصادية" لمجموعة دول آسيا الوسطى... ولعل البداية تكون بالتفاهمات "الأوزبكية - القيرغيزية".
 
يحضر عامل مهم أيضاً، وهو ضرورة التفكير العملي في بناء علاقات مع العالم العربي، بخاصة المملكة العربية السعودية بصفتها رائدة العالمين العربي والإسلامي، وفق معطيات مهمة، منها: بناء الثقة المتبادلة الحقيقية، والتخلص من رواسب التأثيرات الماضية، والتي كانت تعتمد على مؤشرات أمنية خاطئة، تصب في مصالح جهات لا يخدمها وجود علاقات لدول آسيا الوسطى مع دول العالم العربي.
والاستفادة أيضاً من تجربة التعاون الاستثماري "السعودي - الأوزبكي"، وأخيراً منتدى الاستثمار الذي انعقد في بخارى بين 20 و 24 كانون الثاني (يناير) الماضي ومقرراته المهمة جداً لأوزبكستان بالدرجة الأولى.
 
استحضار غياب المصلحة أو التحدي "الجيوسياسي" لعلاقات دول آسيا الوسطى مع دول العالم العربي، والذي يبرز كمؤشر خطر للأمن القومي لدول المنطقة من خلال توسع علاقاتها الإقليمية، بخاصة مع إيران، التي تسعى إلى التأسيس لحضور طائفي في دول المنطقة، كما هو الأمر حالياً في العراق وسوريا ولبنان واليمن، كنماذج بائسة.
 
هذه زيارة مهمة في توقيتها وظروفها السياسية والاقتصادية، ونتمنى أن تخرج بنتائج مفيدة للجانبين، وتنعكس عملياً لصالح شعوب الدولتين الصديقتين.
 
*رئيس مركز الإعلام والدراسات العربية ـ الروسية
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم