الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"شو بقيلنا بهالبلد غير إنّو نحلم"

المصدر: "النهار"
صيادون في ميناء بيروت (نيبل إسماعيل).
صيادون في ميناء بيروت (نيبل إسماعيل).
A+ A-
كارمن لبس

لو تعرفون كم مرّة أخذت القرار بعدم التعليق على أوضاع لبنان، ولكن، وكما كلّ مرّة، أجد نفسي أعلّق ولو بيني وبين نفسي، فلبنان ورغم كلّ ما جعلني أمر به من صعوبات وعذابات وخيبات، يبقى هو المنتصر الدائم على المنطق لديّ!

طلبت مني ميشال كتابة هذا المقال، عن واحد من الحلول التي أُقِرُّها لنهضة لبنان، فيما لو أمكنني ذلك، وفور انتهاء حديثنا بدأت عاصفة من الأفكار تراودني، ولكن أين عساي أبدأ؟ من الكهرباء أم المياه أم السدود أم الفساد أم الهدر أم الدواء... !؟

بعد التفكير مليّاً، وجدت أنّه ومع كثرة الفساد المستشري في السلطات اللبنانية والشعب اللبناني معاً، لبنان هو كالبناء المهترئ من أسفل إلى أعلى، لذا يجب أن أصلح الأساسات أوّلاً، ألا وهو حكم الزعامات والبلطجيّات المستمرّ منذ اندلاع الحرب الأهلية، وما زلنا حتى يومنا هذا نعاني من تردّداته ونتائجه.

من هنا يأتي اقتراحي الآتي، والذي ينقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية، هذا طبعاً، شرط أن يكون لبنان قد أصبح أصلاً دولة بقوانين مدنية لا طائفية:

١- حلّ كلّ الأحزاب اللبنانية الحالية من دون استثناء، من بعد الاستحواذ على كلّ المستندات والسجلات الخاصة بها.

٢- منع أيّ مواطن منتسب إلى أيّ حزب من الأحزاب السابقة، أو ثَبُتَ مشاركته في الحرب الأهلية، أن يتبوّأ أيّ مركزٍ كان في السلطة، أو يشغل حتّى وظيفة في الدوائر الرسمية.

٣- تجديد كتب التاريخ اللبنانيّ، المعتمدة في المدارس اللبنانية، لتتضمّن الحرب الأهلية المؤرّخة على يد متخصّصين دوليين محايدين، ليعرف الجيل الجديد ما عاناه الشعب اللبناني، وليتعلم من أخطاء آبائه وأجداده. وأقترح أيضاً إضافة مادّة جديدة هي "حب الوطن"، التي يجب أن تكون مادّة تُلقَّن بطريقة جديدة وعملية وذكية، وليست فقط نصوصاً وشعرا وكتابةً.

قد يسألني الكثيرون، وكيف لكِ تنفيذ هكذا قرارات بنجاح دون الاصطدام بعشرات العقبات؟ كالأسلحة غير الشرعية، والقضاء الفاسد، والسجون الظالمة، والقوانين العفنة، و و و ...

"طيّب"، أعي كلّ هذا جيداً، لكنّ إصلاح كلّ هذا هو من بديهيات أيّ بلد متحضّر، هو من أدنى حقوق أيّ كائن بشريّ، "طلع على لساننا شعر" ونحن نتكلّم عنهم، لذا، هذه المرّة اخترت أن أتراجع عن اعتكافي التعليق، شرط أن أقول غير "الكليشيهات" التي ،منذ أن وجدنا أنفسنا في هذا البلد نكرّرها... ربما هو حلم، ربما هو أمل؟

"اسمحولي فيا، ليش شو بقيلنا بهالبلد غير إنّو نحلم ونتأمّل؟ شو؟؟ ولا شي".

*ممثلة
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم