الفاديان

المصدر: "النهار"

نقابة المهندسين في بيروت.

الأب الياس كرم

هل هي مصادفة، أن يُنتخب بالأمس القريب، المحامي فادي مصري، نقيبًا للمحامين في بيروت، واليوم المهندس فادي حنا نقيبًا للمهندسين في بيروت، في مدّة زمنية متقاربة، أم أنّها إرادة فادي البشر؟

نقيب المهندسين الجديد من عائلة حنّا من مدينة الشويفات، ووالدة نقيب المحامين من عائلة حنّا، من الشويفات أيضًا. النقيبان بينهما صلة قرابة، وصلة قوية بهذه المدينة الولّادة للرجال والشخصيات، كما لهما علاقة محبة واحترام لأبناء الشويفات عمومًا، ولأبناء الرعيّة الأرثوذكسيّة خصوصًا.

ليس من التباهي الإشارة إلى هذين النقيبين من مدينة الشويفات، إنما للقول وبأمانة، إنهما يتمتّعان بصفات حميدة، أهّلتهما للوصول إلى هذين المنصبين، وأنا شاهدٌ على مناقبيتهما، وإيمانهما، وتواضعهما، ومحبتهما لله، وللعطاء.

النقيبان ينظران إلى أخيهما الإنسان لا إلى مذهبه أو حزبه. الاختلافات الحزبيّة أو السياسيّة لا تلغي الإنسان. جئت في هذه الكلمات، لأخرق فترة الصّمت التي ولجتها مع بداية الصوم، لأدعو الفاديين إلى أن يكونا أمينين على المنصبين اللذين حازا عليهما، وأنا على ثقة مطلقة أنهما سيشكّلان علامة فارقة في منصبيهما، وقد بدأت بوادرها مع النقيب مصري، كما أنّ النقيب حنا لن يتوانى عن تحقيق الفرق في سبيل عمل نقابي مميّز، في ظلّ هذه الأوضاع الصعبة التي نعيشها.

مبروك للنقيب فادي خليل مصري، ولو جاء التبريك الكتابي متأخرًا، كما التبريكات للنقيب فادي شديد حنا، راجيًا الله الفادي أن يؤهّلكما للعمل بضمير حيّ، كما عهدتكما دائمًا، وأن تبقيا على إيمانكما. وأسجّل هنا، أن النقيبين، قبل ذهابهما إلى الإنتخابات، طلبا مني إضاءة شمعة في الكنيسة على نيّتيهما، فأرجو أن تسعيا لإضاءة شمعة في عتمة هذا الليل الذي يعيشه وطننا، وأن تتعاونا، على رغم اختلاف انتماءاتكما السياسية والحزّبية، من أجل الصالح العام، ومن أجل شباب هذا الوطن وشيبه.

أنا على يقين أن ولاءكما للبنان وللنقابتين اللتين تترأسانهما، سيشكّل أولوية فوق كلّ انتماء حزبي أو سياسي في سبيل وطنكما أولًا واخيرًا. كما أنّ أيمانكما الصادق سيكون الدعامة الأولى في مسيرتكما المهنية. كونا أمينين لوطنكما وللفادي الحبيب، ليجعلكما أمينين على الكثير.

أجدّد التهاني للفاديين، ولعائلتيهما، ولمدينة الشويفات الحبيبة، التي كانت وستبقى خزّانًا للرجال الأبطال، الذين نفتخر ونعتزّ بهم.