الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

قطاع تنظيم الأعراس يحرّك عجلاته... الزبائن مغتربون يملكون "الفريش" ويستفيدون من انهيار الليرة!

المصدر: النهار
فرح نصور
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-

لا شكّ أنّ قطاع تنظيم الأعراس تأثر خلال الموسم الماضي، نتيجة إجراءات الإقفال التامّ جراء وباء كورونا وما تبعه من إقفال لقطاعات، مما أبقى شركات تنظيم الأعراس والحفلات مقفَلة لنحو عام ونصف العام.

 

وفيما سمحت الدولة أخيراً بإقامة التجمّعات والمناسبات في الصالات المفتوحة كما المغلَقة، انطلقت عجلات القطاع في وقتٍ يلامس فيه الدولار عتبةالـ 13000 ليرة. فهل سيكون موسم الأعراس هذا العام مرضياً للمعنيين في القطاع؟ 


في حديثٍ مع فادي فتوح، أحد أشهر منظّمي الأعراس في لبنان، يفيد بأنّ الطلب على الأعراس اختلف منذ سماح الدولة بإقامة الأعراس في الصالات الداخلية وفق شروطٍ معيّنة، إذ كانت الإشكالية أّنّها منعت الأعراس في بيروت لكن كان ثمّة أعراس كبيرة تُقام خارج بيروت من دون أيّ مراقبة، لكن هذه المشكلة حُلّت مع فتح الصالات جميعها. أمّا لناحية ميزانية وكلفة الزفاف، فـ"العرس الذي كنّا ننظّمه بكلفة 100 ألف دولار أصبحنا ننظّمه بـ 30 ألف دولار أو بثلث ما كان يُدفع في السابق"، وفق فتوح.
 
ويوضح أنّ الزبائن الذين يقصدونه هم من المغتربين في أفريقيا والخليج والولايات المتحدة الأميركية، وهم يرغبون بإقامة الأعراس في لبنان حالياً ظنّاً منهم أنّ الكلفة ستكون زهيدة جداً بسبب انهيار قيمة الليرة. ويحاولون تقليص الكلفة قدر الإمكان، مع العلم أنّ جميع الموادّ الأساسية التي نستخدمها في الأعراس الكبيرة للبناء، من الحديد إلى الخشب وغيرهما جميعها بالدولار، حتى الورد. لكن ما يختلف بين الموردين هو أنّ بعضهم لا يتقاضى كلفته وبدل أتعابه بالدولار، مثل المصوّر وفرقة الزفة ومسؤول الإضاءة وغيرهم، فهم مَن يجعلون كلفة العرس أقلّ، "لذلك تراجعت ميزانية الزفاف نحو 30%، والعرس الذي كان يكلّف 100 ألف دولار صار يكلّف 70 ألف دولار".
 
أمام هذا الواقع، ومع تراجع قدرة الناس الشرائية أيضاً، أصبح فتوح يستفيد من الموادّ التي استخدمها سابقاً في الأعراس، ويعيد تدويرها. ومؤخراً، يؤثر تغيير أسعار سلع الموادّ الغذائية كاللحوم والدجاج بشكل كبير سلباً أيضاً. "بالنهاية تقلّصت أرباحنا كثيراً، لكن نحن أمام خيار إمّا الاستمرار وإمّا التوقّف. لذلك نسعى حالياً إلى ابتكار منتَج جديد وتسويقه للعمل به خارج لبنان، إذ لن ينتشلنا سوى الأعراس في الخارج"، بحسب فتوح. 
 
 
زبائن فتوح جميعهم قادرون على الدفع بالدولار، وهو يسعّر بالدولار أيضاً كلفة العرس، لعدم الدخول في لعبة أسعار الصرف وإبقائه وزبونه بمأمن من أيّ مشكلة قد تطرأ لهذا السبب. لذلك، طريقة الدفع لديه هي إمّا بالدولار، وإمّا عبر شيكات مصرفية بالدولار أيضاً.
 
 
وقد بدأ الطلب على تنظيم الأعراس لدى فتوح منذ شهرٍ، قبل قرار الدولة الجديد في ما يتعلق بإقامة الأعراس. لكن بعد القرار تضاعف الطلب، لذلك يواجه مشكلة الطلبات السريعة في الدقيقة الأخيرة، فيما جرت العادة أن تستغرق التحضيرات أكثر من 6 أشهر لديه للأعراس الكبيرة، "إلّا أنّ قرار الدولة فاجأ الناس وهرعوا فوراً لإقامة أعراسهم، لذا لا يمكننا لومهم".

وفي هذا السياق، يقول فتوح إنّه ليس جدّ متفائل لهذا الموسم لناحية تسجيل الأرباح ولا لأعداد الأعراس، لكن "أقلّه، يمكن أن نغطّي النفقات التي دفعناها. لكن لا شكّ في أنّ هذا الموسم سيكون أفضل من الموسم الماضي، ففي الحدّ الأدنى لا خسائر".

ويلفت فتوح إلى أنّ في القطاع مَن أقفلوا شركاتهم، ومنهم انتقلوا إلى العمل في الخارج. لذلك، و"مع هذه الظروف، أصبح العمل على الاستمرارية هو المطلوب عبر تقديم نماذج أعراس جديدة تغطي كلفتها".
 
وبرأيه، تنظيم زفاف مع إجراءات وقائية هو تحدٍّ، "لكن على الناس المدعوّين أن يلتزموا". وعند التنظيم هناك كلفة إضافية في الأعراس لدى تنفيذ التباعد الاجتماعي، لناحية زيادة أعداد المفروشات والطاولات والورد وزينة الطاولة، فالطاولة التي كانت تتّسع لعشرة أشخاص، أصبحت تتّسع لستة، "لكن نحن من يتكبّد هذه الكلفة". 

في السياق نفسه، يخبرنا أحد أصحاب شركة Weddings 4 life لتنظيم الأعراس، ريا زحلان، بأنّ أول ما يسأل عنه الزبائن هو الكلفة وطريقة التسعير وطريقة الدفع. ويستغرق الأمر بضعة أيام للخروج بكلفة واضحة بعد التنسيق مع جميع الموردين، فمنهم مَن يتقاضى بالدولار، ومنهم على سعر صرف 3900 ليرة. حتى المورّدون يعطون أسعارهم لكل عرس على حدة. وقلّما بات العروسان يهتمّان بالزينة ونمط الزفاف وجماله، وفق زحلان، بل أصبحت كلفة الزفاف هي الهاجس الأوّل.
 
وبدأت الشركة تتلقّى طلبات على الأعراس منذ نحو شهر. لكن تؤكّد زحلان أنّه "حتى أرباح العرس تقلصت كثيراً، وحركة هذا الموسم هي للاستمرار فقط ". ومجاراةً للوضع الراهن، تقدم الشركة حسماً للزبائن الذين يدفعون بالدولار. 
 
وتروي زحلان أنّ بعض المورّدين يقبلون تزويدها الموادّ على سعر 3900 ليرة لتحريك عملهم الذي توقّف لأكثر من عام، مثل مورِّد الكراسيّ والصحون وفرقة الزفة والترفيه، أي المورّدين الذين لا كلفة لديهم. أمّا شركات الـ catering والزهور فهي تتقاضى بالدولار. لذلك، تُدرس كلّ حالة على حدة، وليس هناك قاعدة عامّة بتسعير كلفة العرس.
وتتابع زحلان أنّ جميع الراغبين بإقامة الأعراس انطلقوا الآن في هذه الرحلة، إذ لم يسعهم الالتزام بعقد في السابق مع إقفال البلاد وأزمة سعر صرف الدولار. وازداد الطلب لديها مع السماح بإقامة الحفلات، "لكن لا يزال الناس خائفين ويبحثون عن التوفير".

وبنظر زحلان، مَن لا يحمل الدولار لا يتواصل مع شركتها، ومَن يريد أن يقيم حفلاً صغيراً لذكرى الزفاف يتّجه لإقامة عشاء في مطعم. وتعتقد أنّ جميع الأعراس ستكون أعراساً صغيرة، سواء لناحية كورونا أو لناحية توفير الكلفة، فأكبر عرس الآن يتضمّن نحو 150 شخصاً. وتتوقّع أن يشهد هذا الموسم حركة جيّدة، لأنّ الناس يحجزون الآن في الدقيقة الأخيرة. 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم