بظلّ الظروف الجديدة... ما الاستراتجيات المُساعِدة في التكيّف مع مستقبل العمل؟

 ما زال مستقبل العمل يشهد تطوراً وسيستمر في التكيّف مع واقع المجتمع الجديد الذي ينصح بالبقاء في المنزل. وحتى مع رفع القيود المفروضة لاحتواء فيروس كورونا، سمحت غالبية الشركات لموظفيها العمل من المنزل بشكل دائم. 
 
وسواء كان العمل من المنزل يعود إلى القيود المفروضة أو لإدراك الشركة فوائده، لا تزال هناك حاجة إلى المستوى نفسه من الإنتاجية ناهيك عن مكان عمل الموظف. أما في الواقع، القول أسهل من الفعل.
 
في ظل ظروف العمل الجديدة، لم يعد نهج واحد يناسب الجميع لإنتاجية الفريق. وعليه، تقوم المنظمات بتعديل كيفية تفاعل فِرقها مع بعضها البعض وإعداد التقارير والإنتاج، ما يؤكد ضرورة اتباع نهج حديث ينظر بطرق جديدة تعمل على تحسين الوضع الحالي والأماكن لمستقبل العمل.
 
وبالنظر إلى البيانات، يقضي الأفراد العاملون من المنزل عشر دقائق على الأقل في اليوم غير منتجين. في المقابل، أفاد موقع "فوربس" أن هؤلاء الموظفين يعملون يوماً إضافياً في الأسبوع وهم أكثر إنتاجية بنسبة 47 في المئة. 
 
إليكم كيفية تعديل وإنشاء مكان عمل يركز بشكل أساسي على أداء عالي الكفاءة، الذي يدعم الموظفين من خلال منحهم جميع الأدوات والتكنولوجيا والتوعية التي سيحتاجون إليها لتحقيق النجاح: 
 
1- فهم وتحسين الأداء البشري 
 
كل إنسان يتميّز بفيزيولوجيا فريدة، ويفكر بشكل مختلف عن غيره ويتلقى التعليمات بالطريقة التي تناسبه وينفذها وفقاً لسلوكه. إلى جانب ذلك، يتمتع الموظفون بأنماط تعلّم مختلفة ما يؤثر على مستوى الأداء. 
 
لذلك، يساعد استثمار الوقت والطاقة في فهم بنية فريق العمل وأساليب الإنتاجية المختلفة على تحسين الأداء العام. وحتماً، كل رب عمل قادر على مواءمة نهج القيادة الخاص به على النحو الذي يعتبره أنه سيحقق أفضل إنتاجية ممكنة في مكان العمل.
 
إضافةً إلى ذلك، يمكنه تعيين المشاريع بناءً على نقاط قوة فريقه. كما يمكنه متابعة الأعمال في الإطار الزمني والطريقة الأفضل لكل موظف، ما يخلق بدوره بيئة عمل مريحة ويساهم في زيادة الإنتاجية.
 
2- الاستفادة من التكنولوجيا والبرمجيات
 
نعيش اليوم في عصر المعلومات والتكنولوجيا الرقمية، إذ نمتلك قدرة الوصول إلى معلومات العالم بأسره بكبسة زر واحدة.
 
ولذلك، فمن الضروري أن يبذل القادة أقصى جهودهم من خلال التكنولوجيا أو البرامج لخلق مكان عمل أكثر إنتاجية. ولطريقة أكثر فعالية للتواصل مع الموظفين العاملين من المنزل، يمكن لرب العمل بدء إنتاج البودكاست الداخلي. 
 
يعد ّالبودكاست الداخلي، أي المدوّنات الصوتية، طريقة رائعة لجذب انتباه الموظف والتواصل بشأن التطورات الجديدة في الشركة وزيادة مشاركة الموظفين مع بعضهم البعض. 
 
هذا مجرد مثال واحد على استخدام البرمجيات والتكنولوجيا. سواء كان الأمر يتعلق بالتواصل وتعيين المهام وتتبّعها أو عقد اجتماعات وتوفير التدريبات وغيرها من الأشياء الأخرى اللازمة لتأسيس شركة، فاستخدام التكنولوجيا هو أحد المفاتيح الأساسية.
 
3- التواصل الواضح
 
يساهم الافتقار إلى التواصل والتعليمات الواضحة في إبقاء الموظف حذراً، لذلك عادةً ما يكون القادة الأقوياء واضحين في أهدافهم وتوقعاتهم. 
 
يجب على رب العمل أن يكون واضحاً في التدريبات وتقديم المشورة وتعيين المهام على فريق عمله، لا سيما أثناء العمل من المنزل. 
 
تجدر الإشارة إلى أن غياب التواصل الواضح يقلل من إنتاجية الموظفين. وبمعنى آخر، يقتضي على رب العمل أن يُمضي وقتاً محدداً كل أسبوع في التخطيط للأيام المقبلة وفي تحليل أحداث العمل.
 
لذلك، يجب ألّا يكون مستقبل العمل غير واضح ومخيفاً نوعاً ما للموظف.