ارتفاع نسبة "الدولرة" مؤشر للانهيار في لبنان
30-09-2020 | 12:33
المصدر: "النهار"
كميل بو روفايل في ثمانينات القرن الماضي، ومع ارتفاع نسبة التضخّم وتدهور سعر الصرف اختار اللبنانيون عموما "الدولرة" كملاذ آمن للمحافظة على قيمة مدخراتهم وقدرتهم الشرائية، حتى انها اعتمدت كسياسة ثابتة من السلطات النقدية والمصارف نفسها. ولكن مع اشتداد الازمة المصرفية والمالية في لبنان، ومع عدم قدرة المصارف على إعادة الودائع بالدولار عند استحقاقها للمودعين، بدأ التداول باقتراح تحويل قسري للودائع بالعملات الأجنبية إلى الليرة ودفعها بالليرة عند الاستحقاق.تعتبر "الدولرة التي وصلت نسبتها في الحسابات المصرفية في نهاية شهر تموز 2020 الى 77% بعدما كانت نسبتها خلال تموز 2019 نحو 66%، احد اهم مؤشرات عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، لكونها تعكس عدم ثقة المواطنين بسياسات الدولة النقدية والمالية" وفق ما يقول الخبير الاقتصادي ورئيس الجمعية الإقتصادية اللبنانية الدكتور منير راشد، فيما تؤكد الأستاذة الجامعية الدكتورة ليال منصور أنّ "الدولرة في لبنان تعتبر غير رسمية، وهي رفاهية غير موجودة في بعض الدّول العربية حيث يعتبر استخدام الدولار في التداول اليّومي بين المواطنين امراً مخالفاً للقانون". لكن هذه الدّولرة كانت ضرورية لإدخال الأموال الى البلد واقتناع المتمولين الأجانب بالاستثمار في لبنان. وتوضح منصور ان "الدولرة الجزئية سيف ذو حدّين، لأنهّا الحل في بلد يسوده جو من عدم الثقة، وتعتمد لفترة قصيرة الى حين القيام بالإصلاحات المطلوبة. لكن في لبنان طالت مدّة الدولرة خصوصًا بعد انتهاء الحرب الأهلية وإبرام اتّفاق الطّائف، فأصبح الشعب مدمناً على الورقة الخضراء وإنعكس ذلك على نمط حياة المواطنين الذين يقيسون قيمة رواتبهم واسعار السلع والخدمات بالورقة الخضراء بدلا من العملة المحلية". ويعزو راشد هذا الامر الى دخول أموال المغتربين المحولة لعائلاتهم الموجودة في لبنان بالعملة الصّعبة، بالإضافة الى مشكلة الحوكمة السيئة في لبنان التي خلفت جواً من عدم الثّقة مما دفع المواطنين لتحويل مدّخراتهم من الليرة اللبنانية الى العملة الصّعبة بهدف الحفاظ على قيمتها. يجمع الاقتصاديون على انه عندما يترافق سعر الصرف الثّابت مع الدولرة الجزئية يؤدي الى...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول