الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

رحلة البحث عن وسائل نقل بديلة... إقبالٌ على الدراجات النارية والهوائية ولكنّ! (صور)

المصدر: النهار
فرح نصور
صبيّتان تستقلّان درّاجة نارية في بيروت (حسام شبارو).
صبيّتان تستقلّان درّاجة نارية في بيروت (حسام شبارو).
A+ A-
في مناحي الحياة الأساسية في لبنان، بات على المواطن إيجاد بدائل، لأن التحدّيات كبيرة، والأزمات كبيرة، ومسلسل الفشل يتتابع. بغياب شبكة نقل عام مناسِبة ومنظَّمة، ومع ارتفاع أسعار المحروقات، يتّجه اللبنانيّون إلى بدائل نقل ليتمكّنوا أقلّه من الوصول إلى وظائفهم بأقلّ تكلفة. وقد برزت في الآونة الأخيرة مظاهر مختلفة ومتعدّدة لدرّاجات ذات أشكال متنوّعة، منها ما يعمل بالبنزين، والآخر بالكهرباء، ومنها ما يُدفع بالجهد العضليّ للإنسان، إلا أن المشترك بينها هو الفرديّة في معظم الأحيان، وصغر الحجم، مع قلّة المصروف والمساحة اللازمة لإيداعها.
 
مع اضطرار اللبنانيين الى ركن سياراتهم أمام محطات البنزين لساعات من أجل ملئها بالوقود، يمثّل التنقل ضمن الأحياء المتجاورة والمسافات القصيرة بالدراجة الهوائية حلاً عملياً لكثيرين، وكذلك باتت الدراجة النارية مقصد من يودّ التوفير في استهلاك المحروقات. 
 
(حسام شبارو)
 
بدائل النقل العديدة البديلة عن تلك التي تستهلك البنزين، تشهد إقبالاً في السوق اللبنانية. ويوضح، في هذا الإطار، صاحب شركة AM Electric Bike لبيع الدراجات النارية والهوائيّة والكهربائيّة ووسائل النقل البديلة، محمد دبوق، بأنّ البدائل موجودة بأنواع وأسعار مختلفة، بدءاً من الدراجة الهوائيّة التقليديّة وصولاً إلى الدراجة ذات الإطارات الثلاثة والمغلَقة التي تعمل بالكهرباء (التي تنفرد الشركة ببيعها).
 
(حسام شبارو)
 
ولدى دبوق إمكانية تحويل الدراجة الهوائية إلى نارية، فـ"هذا النموذج هو الأبسط وأوجدناه ليكون في متناول جميع الناس"، بحسب قوله. ولهذه الغاية، تقوم الشركة بتركيب محرّك مع بطارية قابلة للشحن، فتُصبح الدرّاجة الهوائيّة كالدرّاجة الناريّة المعروفة، وهذا الخيار هو الأرخص لمَن لا يرغب في تكاليف ماليّة باهظة.
وإذا كان الزبون يمتلك درّاجته الهوائيّة الخاصّة، وأراد أن يحوّلها إلى درّاجة نارية فتكلفتها ما بين 450 إلى 500 دولار، حسب قوّة المحرّك. والميزة في هذا "التحويل" هو توفير مجهود تشغيل الدراجة، إذ تسير وحدها كالدراجة الهوائية. وإذا فرغت البطارية، فالخيار يبقى في استخدام الدعسات الهوائيّة.
 
(حسام شبارو)
 

وعن الإقبال على هذا الحلّ في مجال التنقّل، يُشير دبوق إلى حديثه طويلاً "عن إيجابيات اعتماد الدراجة الهوائيّة منذ سنين، لكنّ قليلاً من الزبائن اقتنع بأهمّية اقتنائها للتوفير والحفاظ على البيئة، إنّما الآن، بطبيعة الحال زاد الطلب عليها، وأصبح اقتناؤها أولوية لأنّها باتت حاجة ضرورية في ظل غلاء البنزين الحالي والآتي مع رفع الدعم الكليّ".

ودفعت الأزمة دبوق الى الاستثمار أيضاً في تجارة "التوك توك"، ومنه العامل على الكهرباء، كبديل لوسائل النقل أيضاً. لكن ما هو لافت، ونراه حديثاً على الطرق، وتبيع منه الشركة أيضاً، الدرّاجة ذات العجلات الثلاث المُسماة "Cool". معظم زبائن هذه الدراجة من الإناث، وفق ما يورد دبوق، لأنّهن يخفن ركوب درّاجة مفتوحة، ويرغبن في ركوب المغلَقة منها.
 
(حسام شبارو)
 

تتّسع هذه الدراجة لشخصين، وهي أكثر أماناً من الدراجة المفتوحة، وتعمل على الكهرباء، ويتطلّب شحنها حوالَي 6 ساعات لتعطي مقدار ساعتين من القيادة المتواصلة، أو 80 كيلومتراً. وفيما يبلغ سعرها حوالَي 3500 دولار، يوضح دبوق بأنّ تسديد ثمن هذه الدراجة مرّة واحدة يبقى أوفر من شراء البنزين بشكلٍ دائم بسعره المرتفع.

إلى جانب ما ذُكر، يُضيف دبوق بأنّ هناك طلباً كبيراً لديه على الـ scooter العاملة بالكهرباء، والشبيهة بالدراجة النارية، وتمثّل "حلّاً جيّداً وسط هذه الأزمة. فمع رفع الدعم عن البنزين، أصبحت البطاريات المشحونة أوفر، وتكلفة صيانة الآليّة هذه أقلّ بكثير، إذ لا تتعرّض للأعطال، ولا تحتاج إلى تغيير زيت وفلاتر وغير ذلك"، على ما يشرح دبوق. ويبدأ سعرها من 550 دولاراً وصولاً إلى 3000 دولار.
 
(حسام شبارو)
 

من جهته، يُفيد مدير الصالة في شركة AnB Motorcycles لبيع الدراجات النارية في فرع الحمرا، باولو خوري، بأنّ "الطلب على شراء الدرّاجات النارية "طاير" بسبب أزمة البنزين، لدرجة أنّ الزبائن يقومون بحجز البضاعة، وهي لا تزال في الباخرة، أي إنّ حاويات هذه الدرّاجات تُباع قبل أن تصل إلى لبنان".

وإذا كانت هذه الدرّاجة النارية تسير بالبنزين، يبقى السؤال حول الحلّ الذي تمثّله وسط مشكلة شحّ البنزين؟
يشرح خوري أنّ التوجّه إلى بدائل تعمل بالكهرباء أو البنزين سيّان، فمن الصعب تعبئة البنزين على المحطات، وفي المنازل الكهرباء تنقطع باستمرار. ويضيف أنّ وكالات الدرّاجات النارية الموجودة في السوق المحليّة هي شركات لا تصنّع الكثير من الدرّاجات النارية التي تعمل بالكهرباء، وإذا ما صُنّعت، فلا تكون ملائمة لطرق لبنان.
 
(حسام شبارو)
 

لذلك، برأي خوري، "أذكى خيار حالياً هو الدراجة الناريّة العاملة بالبنزين لأنّها توفّر مصروف البنزين، ومن السّهل على صاحبها أن يملأ خزانها بالبنزين على المحطات". ومن الناحية الاقتصادية، هذا الخيار بات اقتصادياً، فصفيحة البنزين أصبحت عالية السعر، وبات على المواطن دفع راتبه ثمناً للبنزين ليصل إلى عمله.
ويقول خوري إنّ "الدراجة الأكثر رواجاً هي من نوع Vespa، والطلب عليها كبير، لأنّ شكلها مميّز ومرتّب ويعكس صورة لائقة عن سائقها، وترغب في قيادتها النساء بشكلٍ كبير أيضاً"، وتبدأ أسعارها من 2000 دولار، وتصل إلى 7000 أو 8000 دولار بحسب التصاميم، و"الناس "يُسيْسرون" أمورهم لناحية تأمين ثمن هذه الدراجة"، وفق خوري.

أمّا صلاح رباح، صاحب محلّ Bike Zone لبيع الدراجات الهوائية، فيؤكّد أنّ "الطلب زاد على الدراجات الهوائية مع أزمة المحروقات وغلائها"، لكن ليس كل الناس قادرين على شراء هذه الدراجات، إذ سعر الواحدة ذات النوعية الجيّدة منها يبدأ من 500 دولار.
 
(حسام شبارو)
 

ويشير رباح إلى أنّ مَن لديه دراجة هوائيّة قديمة، يعمد إلى تصليحها حالياً لاستخدامها، وعمليّة التصليح تنشط جداً. ونسبة كبيرة من الناس تتّجه إلى اعتماد الدراجة الهوائيّة للتنقّل إلى أشغالها والوصول إلى وظائفها، بسبب انقطاع البنزين.

كذلك، يطلب الزبائن تركيب جميع مستلزمات الدراجة لتوضيب الأغراض، "كما لو كان صندوق سيّارة صغيرة". وتتراوح أعمار زبائن هذه الدراجات ما بين الـ27 حتى بدايات الخمسينيّات. 
 
قد لا تغني جميع وسائل النقل التي تحدثنا عنها المواطن عن اقتناء سيارة لاسيما في فصل الشتاء، وعلى طرق غير مؤهلة لناحية البنى التحتية، ولكنّ عيش اللبناني والمقيم كل يوم بيومه، يفسّر سلوك البحث الدائم عن أهون الشرور! 
 
(حسام شبارو)
 
(حسام شبارو)
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم