السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الروبل يهوي أمام الدولار... والمركزيّ الروسيّ يطلق إجراءات غير مسبوقة

المصدر: النهار
المصرف المركزيّ الروسيّ.
المصرف المركزيّ الروسيّ.
A+ A-
على وقع العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا والاتّفاق على عزل البنوك الروسيّة الرئيسيّة من نظام المراسلة بين البنوك، SWIFT، الذي يربط أكثر من 11000 بنك ومؤسسة ماليّة في أكثر من 200 دولة وإقليم، انخفض الروبل الروسيّ نحو 30 في المئة مقابل الدولار اليوم، في أدنى مستوى له على الإطلاق، بحيث قامت الأسواق بتقييم تأثير العقوبات على روسيا وسط ردّ فعل متزايد ضدّ غزو الكرملين لأوكرانيا.
 
وتمّ تداول الروبل عند مستوى منخفض يصل إلى 119 مقابل الدولار، بحيث بدأت التجارة الخارجية صباحاً بحسب توقيت آسيا، من نحو 84 روبل مقابل الدولار في الإغلاق السابق، وفقًا لبيانات Factset. وقلّص الروبل في وقت لاحق بعض خسائره وتمّ تداوله في آخر مرّة عند 105.27 خلال ساعات الظهيرة الآسيوية.
 
وقبل بدء التداول في الخارج، توقّع كبير استراتيجيّي الماكرو في CIBC Capital Markets، بيبان رأي في حديث لشبكة CNBC، "انخفاضاً كبيراً وحادّاً للغاية" في العملة الروسية في الوقت القريب، مضيفاً أنّ في سيناريو تكون فيه العملة الروسية "فقدت إلى حدّ كبير كلّ قيمتها خارج البلاد"، من المحتمَل أن يضطرّ البنك المركزي الروسي إلى رفع أسعار الفائدة "بقوة شديدة" وبيع الذهب.
 
إجراءات تاريخية غير مسبوقة من المركزي الروسي 
وقد رفع البنك المركزي الروسي اليوم سعر الفائدة الرئيسي بحدّة إلى 20 في المئة، بعد يوم من إعلانه سلسلة من الإجراءات لدعم الأسواق المحلية، بينما يسارع لإدارة تداعيات اتّساع نطاق العقوبات الغربيّة الصارمة التي جرى إقرارها ردّاً على غزو موسكو لأوكرانيا، بحسب ما نقلت "رويترز".
 
ورفع البنك سعر الفائدة الرئيسي من 9،5 في المئة لمواجهة مخاطر انخفاض قيمة الروبل وارتفاع التضخّم، كما أمر الشركات ببيع 80 في المئة من عائداتها من العملات الأجنبية.
 
وبحسب البنك المركزي، "الظروف الخارجية للاقتصاد الروسي تغيّرت بشكل كبير"، مضيفاً أنّ رفع سعر الفائدة "سيضمن ارتفاع أسعار الفائدة على الودائع إلى المستويات المطلوبة للتعويض عن التقلّص المستمرّ في قيمتها وارتفاع مخاطر التضخّم".
 
وقد أكّد البنك المركزي استئنافه شراء الذهب في السوق المحليّة وإطلاق مزاد لإعادة الشراء بلا حدود وتخفيف القيود على المراكز المفتوحة لدى البنوك بالعملات الأجنبية. كما وسّع نطاق الأوراق المالية التي يمكن استخدامها كضمان للحصول على قروض وأمر التجار في السوق برفض عروض العملاء الأجانب لبيع الأوراق المالية الروسية.
 
ومنع البنك المركزي الروسي وسطاءه من تنفيذ أوامر البيع من الأجانب في الوقت الذي يسعى فيه لاحتواء تداعيات السوق المالية، مشيراً إلى أنّه سيحرّر 733 مليار روبل (8.78 مليارات دولار) من احتياطيات البنوك المحلية لتعزيز السيولة.
 
الروس في الطوابير أمام أجهزة الصرّاف الآليّ
وشوهد الروس ينتظرون في طوابير طويلة لسحب الأموال من أجهزة الصرّاف الآلي خلال عطلة نهاية الأسبوع، وسط مخاوف من أن تؤدّي العقوبات إلى نقص السيولة وتعطيل المدفوعات. وكانت هناك مخاوف من توقّف البطاقات المصرفيّة عن العمل، أو أن تُحدَّد السحوبات النقدية، بعد حظر البنوك الروسية منSWIFT.
 
وتزامن ذلك مع إغلاق أوروبا مجالها الجوي أمام الروس وتوقّف أنظمة الدفع الشائعة مثل "أبل باي".
 
في هذا السياق، أكّد البنك المركزي أنّ البطاقات المصرفية تعمل كالمعتاد وأنّه يمكن الوصول إلى أموال العملاء في أيّ وقت، مضيفاً أنّه سيزيد بشكل كبير نطاق الأوراق المالية التي يمكن استخدامها كضمان للحصول على قروض من البنك المركزي. 
 
وللسيطرة على التغيّرات الجديدة، خفّف المركزي الروسي مؤقتاّ القيود المفروضة على مراكز العملات الأجنبية المفتوحة للبنوك بعد العقوبات، مشيراً إلى أنّه سيواصل مراقبة التغيّرات في أوضاع العملة "من أجل ضمان السير العاديّ للعملة وأسواق المال والاستقرار الماليّ لمؤسسات الإقراض". 
 
ونبّه المركزي إلى أنّ عملاء البنوك الخاضعة للعقوبات لن يكونوا قادرين على استخدام بطاقاتهم المصرفية خارج روسيا، وأنّ البطاقات الصادرة عن البنوك الخاضعة للعقوبات لن تعمل على Google Pay أو Apple Pay. كما أمر اللاعبين في السوق برفض محاولات عملاء أجانب بيع أوراق ماليّة روسيّة، وفقاً لوثيقة للبنك المركزي اطّلعت عليها "رويترز".
 
ورأى كبير محلّلي السوق في أواندا، جيفري هالي، أنهّ "بدأ بالفعل تشغيل البنوك في روسيا خلال عطلة نهاية الأسبوع، وسيزداد التضخّم على الفور بشكل كبير، ومن المرجَّح أن يكون النظام المصرفيّ الروسي في مأزق. وفق "رويترز".
 
وفيما رجّح محلّلو نومورا أن تكون للإجراءات الانتقاميّة الجديدة التي اتّخذها الغرب ضدّ روسيا، تداعيات عالميّة أوسع، رجّحوا أيضاً أن تضرّ هذه العقوبات بالتدفّقات التجارية خارج روسيا (نحو 80 في المئة من معاملات العملات الأجنبية التي تتعامل معها المؤسسات المالية الروسيّة المقوَّمة بالدولار الأميركيّ)، ممّا سيضرّ أيضاً بتوقّعات النموّ لشركاء روسيا التجاريين الرئيسيين، بما في ذلك أوروبا والقيادة. 
 
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم