التقرير الأسبوعي لبنك عوده: تفلّت سعر صرف الدولار في السوق السوداء في ظل ضبابية المسار السياسي والاصلاحي

بانتظار انتخاب رئيس للمجلس النيابي الجديد الأسبوع المقبل، ووسط تخوّف من حدوث انقسامات داخل أروقة البرلمان حول المسائل السياسية الكبرى والتشريعات الإصلاحية الملحّة ما يمكن أن يحول دون حصول لبنان على الدعم المالي المرجوّ، وفي ظل الضبابية التي تحيط مسار التشكيل الحكومي والخوف من فراغ على مستوى المؤسسات الدستورية، واصل سعر صرف الدولار قفزاته السريعة في السوق السوداء هذا الأسبوع إلى مستويات غير مسبوقة رغم استمرار العمل بالتدابير الاستثنائية لمصرف لبنان، كما واصلت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية مسلكها الإنحداري، بينما شهدت سوق الأسهم زيادات مستمرة في الأسعار كنوع من التحوّط تجاه الأزمات، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده.
 
في التفاصيل، قفز سعر صرف الدولار إلى مستويات غير مسبوقة مقابل الليرة في السوق السوداء، حيث تجاوز عتبة 37000 ل.ل. يوم الجمعة بالمقارنة مع 31350 ل.ل.-31400 ل.ل. في نهاية الأسبوع السابق في ظل تنامي الشكوك حول قدرة لبنان على تطبيق الإصلاحات الملحّة وتأمين الدعم الدولي المطلوب. وهذا ما أدى إلى اتساع الفجوة بين سعر صرف الدولار في السوق الموازية وسعر منصة "صيرفة" إلى أكثر من 10 آلاف ليرة. في موازاة ذلك، هبطت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية إلى مستويات دنيا قياسية حيث تراوحت بين 8.75 و9.50 سنتاً للدولار الواحد، مراكمة تقلصات بنحو 0.63 دولار إلى 1.13 دولار منذ بداية العام 2022.
 
وفي ما يخص سوق الأسهم، واصلت أسهم "سوليدير" قفزاتها السريعة حيث لامست أسعارها سقف الـ65 دولار، ما انعكس ارتفاعاً لافتاً في مؤشر الأسعار نسبته 19%.
 
 
الأسواق
في سوق النقد: تراوحت كلفة الكاش بالليرة اللبنانية بين 25% و30% هذا الأسبوع، مع عودة السيولة بالليرة للبنانية إلى سوق النقد في ظل تضييق نسبي للنشاط على منصة "صيرفة" ووضع أوراق نقدية جديدة في التداول مؤخراً.
 
توازياً، أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 12 أيار 2022 تراجعاً في الودائع المصرفية المقيمة بقيمة 245 مليار ليرة. ويعزى هذا التراجع إلى تقلص الودائع المقيمة بالعملات الأجنبية بقيمة 693 مليار ليرة (أي ما يعادل 460 مليون دولار وفق سعر الصرف الرسمي البالغ 1507.5 ل.ل.)، بينما زادت الودائع المقيمة بالليرة بقيمة 448 مليار ليرة وسط ارتفاع في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 606 مليار ليرة وتراجع في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 158 مليار ليرة.
 
في هذا السياق، سجلت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) اتساعاً أسبوعياً قيمته 84 مليار ليرة، وسط ارتفاع في حجم النقد المتداول بالليرة بقيمة 273 مليار ليرة وزيادة في سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بقيمة 56 مليار ليرة.
 
في سوق سندات الخزينة: أظهرت النتائج الاولية للمناقصات بتاريخ 26 أيار 2022 اكتتابات في فئة الثلاثة أشهر (بمردود 3.50%) وفئة السنة (بمردود 4.50%) وفئة الخمس سنوات (بمردود 6.0%).
 
من ناحية أخرى، أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 19 أيار 2022 اكتتابات بقيمة 67 مليار ليرة تم اكتتابها بالكامل من قبل مصرف لبنان وتوزعت كالتالي: 66.8 مليار ليرة في فئة الستة أشهر (بمردود 4.0%) و22 مليون ليرة في فئة الثلاث سنوات (بمردود 5.50%).
 
في المقابل، ظهرت استحقاقات بقيمة 162 مليار ليرة، ما أسفر عن عجز اسمي أسبوعي بقيمة 95 مليار ليرة.
 
في سوق القطع: واصل سعر صرف الليرة هبوطه الحرّ مقابل الدولار في السوق السوداء هذا الأسبوع، كاسراً حاجز الـ37000 ل.ل. للدولار الواحد يوم الجمعة بعد أن كان قد أقفل على 31350 ل.ل.-31400 ل.ل. في نهاية الأسبوع السابق، وذلك على الرغم من تمديد العمل بالتدابير الاستثنائية لمصرف لبنان والتي تسمح للمصارف بشراء الدولار النقدي من المصارف على سعر منصة Sayrafa مقابل الليرات التي بحوزتها ولدى عملائها دون سقف محدد حتى نهاية تموز 2022.
 
ويأتي هذا التفلت نتيجة القلق المتزايد بشأن إمكانية المجلس النيابي الجديد بتعدديته التوصل إلى توافق حول التشريعات الإصلاحية الملحّة وفي ظل الضبابية المحيطة بمسار التشكيل الحكومي، ما أدى إلى اتساع الهوّة بين سعر صرف الدولار في السوق الموازية وسعر الصرف على منصة "صيرفة" إلى مستويات قياسية. في التفاصيل، هبط سعر صرف الليرة إلى أدنى مستوى له على الإطلاق.
 
توازياً، أشار مصرف لبنان إلى أن سعر صرف الدولار على منصةSayrafa تراوح بين 24300 ل.ل. و24600 ل.ل. بين 23 أيار و27 أيار 2022 كمعدل لأسعار صرف العمليات التي نُفذت من قبل المصارف ومؤسسات الصرافة على المنصة.
 
في سوق الأسهم: واصلت أسعار أسهم سوليدير"أ" و"ب" قفزاتها السريعة في بورصة بيروت هذا الأسبوع بنسبة 31.7% و31.3% على التوالي لتبلغ مستوى قياسياً جديداً هو 65.30 دولار و63.65 دولار على التوالي، وذلك في ظل استمرار مساعي المتعاملين للتحوّط تجاه الأزمات وتجاه الهبوط الحادّ لسعر صرف الليرة في السوق الموازية.
 
توازياً، زادت أسعار أسهم "بنك بيمو العادية" بنسبة 9.1% إلى 1.20 دولار، تلتها إيصالات إيداع "بنك عوده" بنسبة +2.8% إلى 1.85 دولار، فأسهم "بنك بيبلوس العادية" بنسبة 2.6% إلى 0.78 دولار، وأسهم "هولسيم لبنان" بنسبة +1.2% إلى 23.67 دولار. في المقابل، انخفضت أسعار إيصالات إيداع "بنك لبنان والمهجر" بنسبة 8.8% إلى 2.60 دولار.
 
وتراجعت أسعار أسهم "بنك عوده العادية" بنسبة 5.6% إلى 1.70 دولار. في هذا السياق، قفز مؤشر الأسعار بنسبة 18.9% أسبوعياً. وعلى صعيد أحجام التداول، زادت قيمة التداول الاسمية أكثر من ثلاثة أضعاف أسبوعياً لتبلغ زهاء 25.6 مليون دولار، تركزت في غالبيتها في أسهم "سوليدير".
 
سوق سندات اليوروبوندز: واصلت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية انحدارها إلى مستويات دنيا جديدة في ظل المخاوف بشأن انقسام المجلس النيابي الجديد بطبيعته المفككة حول المسائل الاقتصادية الاصلاحية والتشريعات الملحّة ما يمكن أن يؤخر مسار النهوض الاقتصادي ويقف حائلاً دون انجاز اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي.
 
في هذا السياق، سجلت سندات الدين السيادية التي تستحق بين العام 2020 والعام 2037 تقلصات أسبوعية في الأسعار تراوحت بين 0.25 دولار و0.50 دولار لتبلغ 8.75-9.50 سنتاً للدولار الواحد بالمقارنة مع 9.13-9.75 سنتاً للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق. وعلى المستوى التراكمي، تكون السندات السيادية قد سجلت تراجعات في الأسعار بمقدار 0.63 إلى 1.13 دولار منذ بداية العام 2022.