الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

بعد خسائرها الكبيرة... هالة عجم لن تقفل وتنتصر لبيروت وجمال نسائها (فيديو)

المصدر: النهار
فرح نصور
هالا عجم (تصوير مارك فياض)
هالا عجم (تصوير مارك فياض)
A+ A-
 
 
عادت إلى عملها في اليوم التالي لوقوع انفجار مرفأ بيروت، رغم ألمها العميق بهذا المصاب. شعرت بالقوة والضعف معاً لكنّها لم تستطع سوى الاستمرار واستكمال العمل، فاللبناني "تمسح" واعتاد معاودة الوقوف مجدداً بعد كلّ ضربة يتعرّض لها. خبيرة المكياج هالة عجم، تروي لـ "النهار" رحلة صمودها، وتحاول بثّ الأمل في السطور التالية.  
 
وقع انفجار بيروت في الرابع آب. في الخامس منه، كانت هالة في المحل تكمل عملها فوق الدمار كلّه، وكانت لديها مواعيد مكياج لزبونات كنّ مرتبطات ومضطرات إلى القيام بالمكياج. حضرت وفريق عملها وأتمّت عملها فوق الغبار والزجاج المحطّم، وكانت كلّ يوم تأتي إلى المحل وقد بدأت بإعادة ترتيب المحل وتصليحه رويداً رويداً. 
 
 
العمل في اليوم التالي للانفجار ولّد حالتين متناقضتين لدى هالة: القوة والضعف. أحسّت بغضبٍ كبير وبتعبٍ نفسي يفوق التصوّر، بحيث إنّ أي شيء يدفعها إلى البكاء، و"ما زلت حتى الآن أغصّ حين أتكلّم على ذلك الانفجار المروّع". شعرت بالغضب تجاه العروس التي جاءت للقيام بالمكياج في الـ 5 آب، فهي تفهمها حيناً ولا تفهمها حيناً آخر، وما زالت حتى الآن لا تستطيع تحليل شعورها تجاه ذلك الموضوع، "لكن نحن اللبنانيين نعاني من مشكلة كبيرة جداً لأنّنا مررنا بحروبٍ كثيرة وبكثيرٍ من المصائب، لذلك روّضنا على تحمل المصائب أو نفض الغبار"، كما تعبّر هالة. 
 
تصوير مارك فياض
 
 
بعد وقوع الانفجار، واطمئنانها إلى والدتها، هرعت هالة لتفقّد محلّها الكائن في وسط بيروت في ميناء الحصن، فهي لم تكمل السنتين بعد في هذا المحل الجديد. "الحمد لله"، كانت أول كلمة قالتها لدى رؤيتها الدمار، "فاستفقاد الله رحمة"، وشكرت ربّها أنّ أحداً لم يُصب من موظفيها. 
أن يذهب جنى عمر الانسان ويعاود الوقوف مجدّداً، فذلك يحتاج إلى إيمانٍ قويّ يجعله يسلّم للقضاء والقدر، فـ "المكتوب على الإنسان سيحدث وأنا أؤمن بهذا الشيء وتحلّيت بالهدوء النفسي". وتروي خبيرة المكياج أنّ الأعراس لم تتوقّف، رغم كورونا ورغم تقليص عدد الأشخاص، إلّا أنّ اللبنانيات يعشقن الظهور بأفضل حلّة دائماً، والمكياج يعطيهنّ دعماً نفسياً، حتى لو كان بسيطاً وخفيفاً.
 
لم يكن وارداً لديها مطلقاً إقفال المحل، وتقول بكلّ اندفاع: "أنا تزوجت عملي، وقدّمت كل حياتي له لأنّني أحب ما أفعله، وغرامي رؤية الرضا على وجه المرأة، كيف لي أن أقفل؟ سأموت إن أقفلت!".
 
وعن تصليح الأضرار وتكلفتها، تسرد أنّه كان هناك تعاطف من جميع الناس الذين عملوا في التصليحات، وقد تكفّلت غرفة التجارة والصناعة بتصليح واجهة المحل. وبانتظار تركيبه، وضعت هالا عازلاً بلاستيكياً و"سلّمت أمري إلى ربي"، رغم استطاعة دخول أي أحد عبر ذلك العازل، فهو لم يكن آمناً بطبيعة الحال.
 
 
تصوير مارك فياض
 
"لا يمكن إلا أن نستمر"، تصرّ هالة. لم ترغب بالتحدّث عن الخسائر المادية التي لحقت بمحلها، واكتفت بوصفها بـ "الخسارة الكبيرة جداً"، لكن "الخسارة الأكبر هي وقتنا الذي ضاع، وحياتنا التي توقّفت، فمصالح الناس جميعها توقّفت، ونحن في لبنان تعبنا".
وبالنسبة إليها "معاودة فتح محلي كان لإعطاء أمل لنفسي، فكل فترة أفكّر هل أقفل وأعود إلى أميركا؟ هل أذهب إلى الخليج؟ لكنّني أعاود القول لا! أريد أن أرى الأمل في لبنان وأحب لبنان، فأنا تركت أميركا وعدت إلى لبنان، وعليّ أن أنتظر، سأضحّي وسأنفق ممّا ادّخرته وإن شاء الله سنعاود الوقوف على رجلينا".
 
وقد اتّفقت هالة مع جميع خبراء المكياج، ومن مبدأ التعاطف مع اللبنانيات في هذه الأزمة، على الإبقاء على سعر واحد في هذه الفترة وعدم رفع الأسعار، في انتظار ما سيؤول إليه وضع البلد.
 
تصوير مارك فياض
 
تصوير مارك فياض
 
تصوير مارك فياض
 
تصوير مارك فياض
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم