اشترِك في نشرتنا الإخبارية
"Send Me"... منصة تصل المنتِج بالمستهلك وتستثمر بالتكنولوجيا في زمن الأزمة
29-03-2021 | 17:24
المصدر: النهار
الأذكياء هم مَن يستغلّون الأزمات ليحوّلوها فرصاً. ومَن منّا لا يعي أهمية الاستثمار بالتكنولوجيا، لا سيما الخدماتية منها، التي باتت تشكّل جزءاً أساسياً من الاقتصاد الرقمي. في هذا الإطار، ظهرت منصة تسويق للإنتاج اللبناني، تؤمّن سوقاً للمنتجين وتصلهم مباشرة بالمستهلكين، وتؤمّن بذلك فرص عمل وتمكّن الشباب.
أصحاب منصة "Send Me" هم بالأساس مطوّرو برامج رقمية ويعملون في شركتهم في الخارج في مجالهم. مع حلول الأزمة الاقتصادية في لبنان، قرّروا تأسيس شركة "smart business" في لبنان لتقديم الحلول التكنولوجية للمساعدة في حل جزء من الأزمة، من خلال تعزيز الاقتصاد الرقمي.
عمر المنصة لا يتجاوز التسعة أشهر، وقد انطلقت بتطبيقات على الهواتف الذكية وحالياً بصدد تطوير الموقع الإلكتروني. وقد أطلقت الشركة ثلاث منصات للخدمات التكنولوجية ومنها المنصة المذكورة، وهي عبارة عن منصة تسويق تربط منتجي المواد الغذائية وغيرهم من الموردين مباشرةً بالمستهلك. وتهدف إلى توفير تجربة تسوق سهلة وفريدة من نوعها لمساعدة المزارعين والمنتجين المحليين على بيع منتوجاتهم وتوسيع آفاقهم في السوق.
تحوّلت فكرة المنصة التي كانت تنشط في الخارج، من منصة لتوصيل الطعام إلى منصة لبنانية لتصريف الإنتاج المحلي، وتأمين الأمور اللوجستية اللازمة، ويحصل المستهلك بذلك على سعر المنتَج "صافي" من دون المرور عبر التجار والوسائط، وفق ما يشرح صاحب شركة "smart business" التي تنضوي تحت مجموعة شركة "Mobile arts"، جميل غيث. ويقول:"مع حجز المصارف لأموال المودعين ويقيننا بأنّ ودائعنا لن تعود إلينا، حوّلنا هذه الأزمة إلى فرصة للاستثمار ولفتح فرص عمل للشباب".
المنصة هي مساحة تسوّق (market place) تسمح لكل منتِج يقطن في أقصى قرية في لبنان أن يصرّف إنتاجه. ويقدّم القيّمون هذه المنصة كمساحة وسوق مجانية من دون الحصول على أي نسبة من العملية الشرائية، باستثناء كلفة التوصيل، إنّما يتقاضوا نسبة 10% على الطلبيات إلى خارج لبنان ويوفّرون جميع الأمور اللوجستية اللازمة للشحن خدمةً للمنتِج، ولا يتدخلون بأسعار المنتجات. وتستهدف المنصة في هذا الإطار اللبنانيين المنتشرين في أوستراليا والولايات المتحدة الأميركية وسواهما، وترتكز في عملها على هذه المجموعات، كما تسعى إلى الدخول إلى الأسواق الأجنبية لتصريف الإنتاج اللبناني والعودة بالفائدة بالدولار الـ fresh إلى المنتِج.
ويمكن شراء العلامات التجارية للأطعمة المحلية، عبر المنصة، وكذلك المنتوجات التقليدية 'البلدية' اللبنانية ومجمل الصناعات المحلية والفواكه والخضراوات الطازجة. وأغلب المنتوجات هي من إنتاج ربات منزل، وأخيراً أصبحت جميع المنتوجات اللبنانية على أنواعها متوفرة على المنصة، من ألبسة وأحذية وأدوات تنظيف وصابون وحرفيات، وسواها.
وفتحت المنصة، وفق غيث، فرص عمل للشباب وأصبحت تتضمّن 10 موظفين من ضمنهم 3 أشخاص لتوصيل الديليفري، إضافة إلى مزوّدي خدمات التوصيل الذين يفوق عددهم الـ 13 شخصاً، وفق آلية يعمل عليها التطبيق لتنظيم العمليات. كما توفّر مصدر دخل لأشخاص يمتلكون سيارات، ويمكنهم توصيل الطلبيات أيضاً.
لتنظيم العمل، ولمزيد من الشفافية، ولضمان استمرارية الخدمة مع الزبائن وتقديم النوعية الأفضل من المنتوجات، يستعين أصحاب المنصة بخبراء بجودة الغذاء، ويتم اعتماد منتجين معتمَدين من المنظمات غير الحكومية التي تؤهل المنتجين، كما يتم التأكّد من أعمالهم ونشاطهم الإنتاجي، مع نظام تتبّع وترصّد لكل طلبية من المنتِج إلى المستهلك. وتنظّم الآلية الذكية عمل السائق بحيث تدلّه على الطريق المناسب خلال التوصيل لكيلا يهدر البنزين، وبشكلٍ أن يقوم بالتوصيل ذهاباً وإياباً.
تقدّم "Send Me" تجربة جديدة من التسوّق والتجارة الرقمية التي لم يعتد عليها كثيرون في مجتمعنا، إنّما يؤكّد غيث أنّ صغار المنتجين يتشجّعون كثيراً لعرض منتوجاتهم على المنصة، خصوصاً في ظل هذه الظروف، لكن "الثقة ما بين المستهلك والمنتِج تحتاج إلى وقت لكي تُبنى"، مضيفاً أنّ "التفاعل كبير جداً، خصوصاً على الكميات الكبيرة، وذهنية الناس تتغيّر حيال شراء الحاجيات عبر المنصات الرقمية طالما توفّر عليهم المال وتقدّم لهم خدمة".
وبرأي غيث، "إنّه الوقت اللازم والمناسب للاستثمار بهذا النوع من التكنولوجيا في لبنان، وهي فرصة ذهبية". وينصح المودعين بالاستثمار الذي يعتمد على الكادر البشري، مع كلفة استثمار صغيرة جداً تقتصر على دفع الرواتب، وذلك يمكن تنفيذه عبر الاستثمار بالخدمات التكنولوجية. ويسعى أصحاب الشركة حالياً إلى فتح فرص عمل عبر إقامة مشاريع من خلال الاستثمار بالإبداع وابتكار المشاريع القائمة على التكنولوجيا.
