السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

معاناة من تقنين إضافي... ومحاولة تمديد قدرة التغذية الكهربائية أسبوعاً فقط!

المصدر: "النهار"
كميل بو روفايل
كميل بو روفايل
معاناة من تقنين إضافي (تعبيرية - الصورة عن "أ.ف.ب").
معاناة من تقنين إضافي (تعبيرية - الصورة عن "أ.ف.ب").
A+ A-
يعاني لبنان من ازدياد ساعات التقنين في التغذية الكهربائية، في ظلّ وضع متشنج بخصوص ترقب انتهاء الأموال التي رصدت كسلفة لمؤسسة كهرباء لبنان عن العام 2020 وقيمتها 1500 مليار ليرة، والتي استطاعت المؤسسة الاستفادة منها حتى نهاية آذار. "وفي ظلّ غياب موازنة للعام 2021، لا يمكن مؤسسة الكهرباء أن تصرف على القاعدة الاثني عشرية"، هذا ما قاله وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر في حديث سابق مع "النهار".

وعلمت "النهار" من مصدر متابع لملف الكهرباء، أنّ التقنين الإضافي الذي نشهده اليوم، هو لتمديد قدرة لبنان على التغذية الكهربائية لمدّة أسبوع كحد أقصى، وذلك بعد أن وصلت البواخر المحملة بالفيول إلى الشاطئ اللبناني، لكنها ترفض تفريغ حمولتها قبل حصول تأكيد من المصارف المراسلة في الخارج بخصوص وصول الاعتمادات المرصودة لها.

ويفرض التقنين القاسي للتغذية الكهربائية مشاكل عدّة على الشعب اللبناني، الذي انتقل إلى العمل عن بعد، والتعليم عن بعد، مثلما فعلت كل دول العالم بسبب جائحة كورونا. ولذلك يحتاج إلى انترنت يأتي من شبكة "الواي فاي"، وكذلك إلى أجهزة الكترونية، وكل ذلك لا يعمل من دون تغذية كهربائية. وإذا كانت المولدات هي الحلّ الذي لجأ إليه اللبناني لتغطية غياب الدّولة في ساعات التنقنين، إلّا أنّ لهذه المولدات قدرة قصوى على التحمل.

وفي هذا الإطار، يخبر المواطن محمد أزهري، من بيروت، أنّ "أصحاب هذه المولدات يعمدون إلى إيقاف عملها لساعات أثناء انقطاع تغذية الدّولة، وذلك لإعطائها قسطاً من الراحة بعد انقطاعات طويلة". وعن التحديات التي تواجهه كطالب جامعي في هذا الإطار، ويقول أزهري: "يمنعني ذلك من متابعة دراستي أثناء هذه الانقطاعات، ويزداد الوضع تعقيداً، لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فهناك مشكلة توقف عمل المصعد واضطرارنا إلى الصعود إلى المنزل مشياً على الأقدام، وإن كنّا نحن الشباب قادرين على ذلك، إلّا أنّ العجزة أمورهم أصعب".

وتابع المصدر المتابع لملف الكهرباء في حديثه مع "النهار" أنّ المشكلة لا يتحملها مصرف لبنان حصراً، الذي فتح جزءاً من الاعتمادات، لكن أيضاً هناك التأخر في وصول التأكيد من المصارف المراسلة في الخارج بخصوص وصول هذه الاعتمادات إليها، وكل ذلك يحصل بسبب تردي سمعة لبنان وجهازه المصرفي في الخارج.

وشرح المصدر أنّ الاستراتيجية المتبعة اليوم، من تقنين إضافي للتغذية الكهربائية، هي لتفادي أي مشكلة انقطاع معممة في لبنان بعد انتهاء مخزون المحروقات المخصص لتشغيل المعامل، كل ذلك للمماطلة قدر الإمكان بما تبقى، لمدّة أقصاها أسبوع، ترقباً لفتح كل الاعتمادات من مصرف لبنان، ووصول التأكيد بشأنها من المصارف المراسلة.

هذه المشكلات الاجتماعية لا تتوقف عند هذا الحد، بل هناك مشكلة من يعمل أو من يبحث عن عمل، بعدما أقفلت أبواب الطموح أمامه في لبنان خلال هذه الأزمة الاقتصادية الحادّة. وعن تجربتها في البحث عن عمل تروي نورا والي: "تحمست كثيراً لمقابلة عمل، سنجريها عن بعد. كانت فرصة للسفر والعمل في الخارج، نعم إنها فرصة العمر بالنسبة لي. حضرت نفسي وجهزت الأجوبة، بعد كل المحاولات، إنها فرصة ذهبية قررت التمسك بها، وإعطاء أفضل ما أمتلك من قدرات لخوضها بنجاح. وما زادني ارتياح هو توقيت هذه المقابلة التي كانت في وقت من المرتقب أن لا تنقطع التغذية الكهربائية خلاله. لكن المفاجأة وقعت، وحصل ما لم يكن بالحسبان، انقطعت الكهرباء خلال المقابلة وخلال استجوابي، ذلك بعد بضعة دقائق من انطلاقها. يا لها من صدمة وقعها صعب. استغرق الأمر 5 دقائق ما بين بدء تغذية المولد، وإعادة عمل الإنترنت إلى طبيعته. لا أعلم أي انطباع أخذوا عني، لكن أتوقع تفهمهم، فهذه حالنا في لبنان!".

وتجربة فريال والي، تندرج أيضاً ضمن إطار الجيل اللبناني الذي يكافح في هذه الدّولة، خلال متابعتها لدروسها ينقطع التيار الكهربائي، وينقطع الإنترنت ويقرر الأستاذ إيقاف الدرس، وفي الوقت عينه لا يمكنها استغلال الوقت في التحضير للبحوث، لأنّ ذلك أيضاً يتطلب إنترنت، مصير العام الدراسي في مهب الريح!

وكان الوزير غجر قد أكّد لـ"رويترز" أنّ وزارة الطاقة لا يمكنها السداد مقابل الوقود اللازم لتوليد الكهرباء بعد آذار، إذا لم تحصل على تمويل إضافي. وحذّر: "نحن ذاهبون إلى وضع صعب للغاية، ففي حال عدم تأمين الفيول، فهذا يعني أنّه لن توجد كهرباء".

وطالب غجر بـ"التحرك سريعاً لتأمين سلفة إضافية لمؤسسة كهرباء لبنان".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم