جولة في Horeca connects... بناء جسور لدعم الإنتاج المحلّي وأكثر!

في ظلّ السوداوية التي تعمّ لبنان، مساحة أمل وفّرها ملتقى Horeca connects الذي امتدّ لثلاثة أيام، من تنظيم شركة Horeca المعنيّة بالضيافة وخدمات القطاع الفندقي والمطعمي، بالشراكة مع شركة Berytech للشركات الناشئة.

حمل الملتقى عنوان "بناء جسور جديدة"، وشكّل منصّة تضمّ روّاد الزراعة الغذائية وروّاد الأعمال والشركات الناشئة، ومستثمرين وباحثين وخبراء ورؤيويّين في قطاع الضيافة، وأجنحة عرض لأنواع عديدة من المنتجات والابتكارات اللبنانية. وأُقيمت فيه حلقات نقاش ومحاضرات ما بين خبراء وروّاد أعمال جدد لتبادل الخبرات والدعم في المجلات المطلوبة.

كانت شركة Horeca تنظّم معرض Horeca Lebanon سنوياً على مدى 28 عاماً. وبعد انقطاع 3 سنوات بسبب جائحة كورونا، كانت هناك ضرورة لدعم اللبنانيين العاملين في المجال الفندقي والصناعات الغذائية، بحسب مديرة مشروع Horeca connects، رندا دموس فرعون.

واللافت أنّ هذا الملتقى نُظّم حضورياً وأونلاين، لكي يُفتح المجال للمستثمرين الخارجيين للتواصل مع المنتجين المحليين. كذلك كانت دعوة للملحَقين التجاريّين في عدد كبير من السفارات الأوروبية والأفريقية والعربية، للتعرّف إلى المنتِجين اللبنانيين والمؤسسات اللبنانية، بهدف إقامة جسور مع الخارج والتسويق لهذه المنتجات في الخارج، لإيجاد موزعين ومستوردين بشكل أساسي.

فلبنان، وفق فرعون، "بحاجة إلى مساحات كهذه تعزّز الاقتصاد، وهذا الملتقى بمثابة إضاءة شمعة في الظلمة التي نعيشها، وبلدنا ومنتجوه بحاجة إلى دعم، فقد أعطى هذا الملتقى بعض الأمل للبنانيين المعنيّين بقطاع الفنادق والمطاعم والأغذية، إذ علينا الاستمرار، وحالياً، الأمر كمَن يبدأ من الصفر بعد انحسار جائحة كورونا". 

من جانبه، يشدّد الرئيس التنفيذي للعمليات في Berytech، رامي بو جودة، في حديثه لـ"النهار"، على أنّ "أهمية إقامة هذا الملتقى كبيرة جداً، فمن المهم جداً تفعيل القطاع الإنتاجي في لبنان إذ لاحظنا أن ظروف البلد في ظل الأزمة، تتدهور لغياب الإنتاج المحلي، في وقت نعمل فيه على تطوير الشركات الناشئة المتوسّطة والصغيرة". 

والهدف من هذا الملتقى هو الإضاءة على الابتكارات اللبنانية وتسويقها، وإشراك الطاقة الشبابية لخلق فرص لها، ودعم الشركات الناشئة لتطوير نفسها، والتشبيك في ما بينها، ففي لبنان نشهد ضعفاً في التشبيك المحلي ما بين سلسلة الإنتاج. ويوضح بو جودة أنّ الأزمة جمعت الكثير من المعنيين بهذا القطاع لتكوين قاعدة إنتاجية يُبنى عليها لمستقبلٍ إنتاجي مزدهِر.

إضافة إلى ذلك، تقع أهمية هذا الملتقى في فتح أسواق خارجية جديدة وفي إيجاد السبل لخفض كلفة الإنتاج وتطويره والمنافسة في الأسواق العالمية وإنتاج منتجات عالية الجودة، "فقدرتنا في لبنان هي المنافسة بالنوعية لا بالكمّية".

ويحضر في هذا الملتقى 26 مستثمراً خارجياً للاستيراد من لبنان، خصوصاً مع أزمة الغذاء العالمية التي فرضت البحث عن مصادر أغذية جديدة. وقُدّم أكثر من 100 شركة في لبنان قادرة على التصنيع والتصدير كذلك، في إطار الشراكة مع منظمات دولية، تقدّم برامج لتوفير دعم مالي وخبراتي وتقني وتسويقي للمؤسسات المحلية.

ويؤكّد بو جودة أنّ "قطاع الشركات الناشئة في لبنان نما نموّاً لافتاً خلال الأزمة، فكثيرون حوّلوا الأزمة إلى فرصة، عبر إيجاد حلول لمشاكل قائمة". فهناك مثلاً ابتكارات جديدة مثل إنتاج السماد الكيميائي ومنتجات بديلة لصناعات أجنبية كالأجبان الفرنسية والمعكرونة الإيطالية، والأعلاف الخضراء للتخفيف من استيراد الأعلاف. 

اقرأ أيضاً: خبراء "الصندوق" يعودون إلى بيروت والمفاوضات بطيئة... ترجيح ترحيل الموازنة!