"زحمة" دراسات ومخططات لمشاريع السكك الحديد... حمية لـ"النهار": لن نكلّف الدولة أي فلس...

لم تكن ثقافة إحياء النقل عبر السكك الحديد من برامج الحكومات المتعاقبة منذ انتهاء الحرب الاهلية حتى اليوم، كما لم تكن من أولويات المسؤولين إعادة انعاش وسيلة النقل هذه التي يعود تاريخ انشائها الى العام 1895، بل كان التركيز على شبكة الأوتوسترادات والجسور بغية استيعاب الكميات المتضخمة من السيارات التي أصبح شراؤها متاحاً للبنانيين بسهولة بفعل الإغراءات التي كانت تقدمها المصارف لهم قبل وقوع الازمة الراهنة.وعلى رغم اهمال الدولة اعادة الحياة الى قطاع السكك الحديد، لم تتوقف بعض الجمعيات الأهلية وبعض الناشطين، وأحيانا بعض الوزراء المعنيين، عن ضخ بعض الافكار والمبادرات لتحريك عجلة السير ببناء شبكة سكك حديد تربط أقضية الاطراف بالعاصمة بيروت، وتعيد وصل حركة النقل التجاري بين بيروت والحجاز كما كانت في بدايات القرن الماضي. لكن، وكالعادة، جرى رمي جميع المشاريع والدراسات في الأدراج بحجة عدم توافر التمويل، أو لسبب معروف وغير معلن هو عدم الاتفاق على تقاسم جبنة هذا المشروع بين أركان السلطة.حالياً، تراود فكرة إعادة إحياء السكك الحديد وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية، حتى تكاد تكون من أولويات عمله في الوزارة. ويبدو ان هذا الاهتمام جذب الحكومة الاسبانية، فعرض سفيرها في بيروت خوسيه ماريا فيري ديلا بينا استعداد بلاده لتمويل المخطط التوجيهي لمشروع السكك الحديد على كامل الاراضي اللبنانية كهبة غير مشروطة من حكومة بلاده.وقبل العرض الاسباني، كان حميه وخلال زيارته الى العاصمة الفرنسية باريس، اقترح على وفد من شركة ألستوم (ALSTOM) الفرنسية التي تعمل في مجال النقل العام وتأسيس البنية التحتية للسكك الحديد وصناعة قطارات، إعداد دراسة تفصيلية لإنشاء خط سكة حديد لنقل الركاب والبضائع وتقدير الجدوى الاقتصادية لها والكلفة وتحديد المطلوب على كل الصعد الفنية والتقنية واللوجستية، على ان تكون محطة انطلاق خط النقل من مطار بيروت الى العبودية مرورا...