الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

بالصور- من "الحبشة" الى المشروب والحلوى... عشاء الميلاد العادي لعشرة أشخاص بمليوني ليرة!

المصدر: "النهار"
كميل بو روفايل
كميل بو روفايل
سيّدة تمسك بحبشة (تصوير مروان عساف).
سيّدة تمسك بحبشة (تصوير مروان عساف).
A+ A-
ارتفع مؤشر أسعار استهلاك المواد الغذائية والمشروبات غير الروحية ما بين تشرين الثاني من العام الحالي والفترة عينها من العام 2019 بنسبة 423  في المئة تقريباً، ويتكّل لبنان على الاستيراد بشكل أساسي لتأمين أمنه الغذائي، وبالتالي، فإنّ تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار أدّى إلى هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار.

تضخم أسعار المواد الغذائية ليس بجديد، على سبيل المثال ارتفع مؤشر أسعار استهلاك هذه المواد ما بين أيّار 2020، والفترة عينها من العام السابق 190 في المئة. وتُظهر هذه الأرقام تدهور القدرة الشرائية لدى المواطن اللبناني الذي يعمل في ظروف صعبة. أما المفارقة فهي في شهر كانون الأول الجاري، حيث إنّ اللبناني الذي اعتاد أن يكون منزله مفتوحاً أمام جميع الأقارب ليلة العيد، يحمد ربه، هذا العام، على قدوم موجة كورونا جديدة، لعدم تمكنه من القيام بواجب الضيافة كما في السابق.

إليكم أسعار بعض المأكولات والمشروبات الأساسية التي اعتاد اللبناني شراءها ليلة عيد الميلاد

يشكّل وجود النبيذ اللبناني على المائدة ليلة العيد حيّزاً كبيراً من الاهتمام، وتتراوح أسعار الزجاجة العادية ما بين 25 و35 ألف ليرة؛ وبالنسبة لعشاء يضم 10 أشخاص، ستكون الحاجة، في حال اختصر صاحب العزيمة، لـ3 زجاجات تقريباً،بتكلفة متوسطة 90 ألف ليرة، في حين كانت سابقاً بما يقارب الـ50 ألفاً.
 


أمّا بالنسبة إلى "الحبشة" التي تعتبر من التقاليد، واعتاد عدد كبير من العائلات اللبنانية تناولها ليلة العيد، فإن أرادت العائلة تحضيرها في المنزل سيكون سعرها ما بين 400 و 650 ألف ليرة لبنانية، وكيلو الأرز بـ10 آلاف ليرة في حين كان سابقاً بـ2500 ليرة، أمّا كيلو الكستناء فيراوح بين 23 و35 ألفاً حسب النوعية، والكاجو الـ200 غراماً بـ25 ألفاً، واللوز 19 ألفاً، وهي من المكسّرات التي تزيّن طبق الحبش، لتكون كلفة تحضيره تقريباً 600 ألف ليرة، في حين كانت كلفته من المطعم في السنة المنصرمة ما بين 175 و280 ألفاً. فهل العائلات قادرة على ذلك؟
 

(تصوير مارك فياض).
 
وبطبيعة الحال، فإن زجاجة الويسكي العادية التي كان سعرها بحدود الـ 18 ألف ليرة، باتت اليوم بـ80 ألفاً، والجَمعة بحاجة لزجاجتين إذا افترضنا أن قسماً منها يشرب النبيذ، ليدفع صاحب العزيمة 160 ألف ليرة؛ ومع الويسكي والعشاء من الضروري وجود كيلوغرام من المكسرات السوبر إكسترا نوعية عادية بـ120 ألف ليرة بعدما كان سعره في المحمصة 23 ألفاً.
 
(تصوير حسام شبارو).
 
وعلى جري العادة، تضع العائلة على المائدة أيضاً طبقاً فيه تشكيلة من الشاركوتري والأجبان، وعلى افتراض أنها اختارت 6 أنواع، كل نوع 200 غرام، سيكون سعر التشكيلة من "الماركات غير الفاخرة" 150 ألف ليرة، في حين كانت السنة المنصرمة بحدود الـ60 ألفاً، وفي هذا الإطار نذكر أننا اخترنا أنواعاً عليها عروضات في السوبرماركات. وهذا الطبق عادةً ما يترافق مع شرب النبيذ بالقرب من النار، لكن بفضل كورونا سيكون عدد المجتمعين أقل.
 

(تصوير مارك فياض).
 
والبوش دو نويل يتراوح سعرها ما بين 150 و450 ألف ليرة، فيما كان سعرها العام الفائت ما بين الـ50 و100 ألف ليرة، و"البوش" من التقاليد الأساسية ويحبها الأولاد لأنّ شكلها مميز وفيها كل أجواء العيد التي تدّل على فصل الشتاء والدفء والفرح. أما سعر كيلو الشوكولا العادي غير الفاخر فيتراوح ما بين الـ85 و150 ألف ليرة، مقارنة بأسعار السنة الماضية التي كانت ما بين الـ35 و50 ألف ليرة.
 

(تصوير مروان عساف).
 
ومن مميّزات المائدة اللبنانية، الكبة و"السمبوسك"، وسيكون سعر طبق لـ10 اشخاص 80 ألف ليرة، وتشكيلة المعجنات (لعشرة أشخاص) وصل سعرها إلى مئة ألف، أمّا المشروبات الغازية طالها التخضم أيضاً ليكون سعر الكمية اللازمة 15 ألف ليرة. والموالح مثل، البطاطس المقلي، ارتفع سعرها أيضاً، ليتكبد صاحب العزيمة 20 ألف ليرة إضافية في وقت كانت الكلفة في السنة الماضية 5000. ولا تتوقف اللائحة عند هذا الحد بل تشمل أيضاً "الباغيت" وسعرها 5000 تقريباً. والختام مع السلطة الأجنبية التي تبلغ قيمة موادها، لعشرة أشخاص مئة ألف!
 
(تصوير مروان عساف).
 
المشكلة التي يعاني منها لبنان هي اتكاله على الاستيراد، حتى في المواد الأساسية، فجميع هذه السلع مستوردة وبالعملة الخضراء، التي هُرّب قسم منها إلى الخارج، وقسم استدانته الدّولة التي ليس لها موارد مالية سوى بالليرة اللبنانية، وهي اليوم عاجزة عن الإيفاء بالتزاماتها.
 
(تصوير مارك فياض).
 
أمام هذا الواقع المرير، سيكون هذا العيد صعباً جدّاً على العائلات اللبنانية التي تزداد فقراً، وتتدهور قدرتها الشرائية. ففي هذا العرض الذي لم نضع فيه طبق التبولة، ووفرنا عبر عدم شراء اللحوم لأن الطبق الأساسي هو الحبش، ستكون الكلفة المتوسطة لعائلة مؤلفة من 8 إلى 10 أشخاص، بحدودا1935000... فمَن من العائلات من "الطبقة التي كانت متوسطة" قادرة على تحمّل هذا الرقم في ليلة واحدة؟!
 
(تصوير مارك فياض).
 
(تصوير حسام شبارو).
 
(تصوير مارك فياض).
 
(تصوير حسام شبارو).
 
(تصوير حسام شبارو).
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم